معبد أرتميس في تركيا – تعرف على إحدى العجائب السبعة للعالم القديم

0
5150

لا شك أن الجميع قد سمعوا باسم عجائب الدنيا السبع في حياتهم، العجائب التي تقع في سبعة أجزاء من الأرض والمعروفة بروائع العمارة والفن في العالم.

إن عجائب الدنيا السبع اليوم مقسمة إلى نوعين: العجائب السبع القديمة والعجائب السبع الجديدة.

في هذا الصدد سنتحدث في هذا المقال عن إحدى العجائب السبع القديمة، معبد أرتميس في أفسس بمدينة كوشاداسي، لذا انضم إلينا لتزويدك بشرح شامل عن هذا المعبد.

-اعلان-



مقدمة عن معبد أرتميس في أفسس، كوشاداسي

إن هذا المبنى كان يعتبر أحد العجائب السبع في العالم القديم، يقع بالمسافة بين إزمير وكوشاداسي، على جبل أفسس، ويعتبر هذا المعبد أول معبد مصنوع من الرخام حسب الدراسات.

الشيء المثير للاهتمام أن استخدام الرخام لتصميم وبناء هذا المبنى جعلنا نرى توهجاً هائلاً في معبد أرتميس عندما تشرق الشمس.

إذا أردنا شرح تاريخ هذا المعبد، يجب أن نقول إن بناء معبد أرتميس يعود إلى الوقت الذي كانت فيه منطقة أفسس في كوشاداسي جزءاً من إمبراطورية اليونان القديمة.

-اعلان-



من هي آرتميس؟

آمن الإغريق بالعديد من الآلهة، كان أحدها يُدعى أرتميس، وتدعى الآلهة آرتميس أيضاً في الميثولوجيا الرومانية ” ديانا”، من أجل عبادة هذه الآلهة، تم تشييد معبد يسمى معبد أرتميس في هذه المنطقة.

تاريخ معبد آرتميس

تكريماً لآرتميس، قام ملك ليديا ببناء هذا المعبد، ووضع بداخله تمثالاً لها، وقد قام بتصميمه وتنفيذه المعماري كيرسيفرون وابنه ميتاجينس (Chersiphron، Metagenes).

تم الانتهاء من بنائه حوالي 550 قبل الميلاد في “أفسس”، وهو من أجمل المعابد وأكثرها تميزاً في العالم.

وفي ليلة 21 من يوليو عام 356 قبل الميلاد قام رجل يدعى هيروسترات بإحراق المعبد الضخم في محاولته لتخليد أسمه في التاريخ.

وعندما دخل الإسكندر الأكبر آسيا الصغرى ذهب إلى أفسس عام 333 قبل الميلاد، وقام ببناء الأجزاء المدمرة من المعبد مرة ثانية حتى يستعيد المعبد عظمته ومجده كما كان من قبل .

وفي عام 262 ميلادياً دمر المعبد مرة ثانية بشكل كبير على يد القوط، وقد تعهد سكان أفيسوس بإعادة بناء المعبد، و في القرن الرابع الميلادي دخل معظم السكان في الديانة المسيحية، وفقد المعبد مكانته، مما تسبب في نسيان أمره تماماً.

وفي النهاية، عام 400 م، تم تدمير المعبد بالكامل على يد جون كريسوستوم (يوحنا ذهبي الفم)، ولم يتبق منه سوى الأطلال، بعد هذا هجرت أفسس وظلت هكذا حتى القرن التاسع عشر الميلادي.

في عام 1864، قام المتحف البريطاني بالتنقيب في المنطقة على أمل العثور على أنقاض معبد آرتيميس، وبعد خمس سنوات من البحث، وجدوا بقايا معبد ارتميس تحت 25 قدما من طين المستنقعات، وتم نقل القليل من القطع الأثرية التي تم العثور عليها إلى المتحف البريطاني في لندن.

كما تم أخذ القليل من الرخام من معبد آرتميس لبناء غيره من المباني، حيث قاموا باستخدام بعضاً من بقاياه في ترميم كنيسة القديس يوحنا في أفسس وآيا صوفيا في اسطنبول.

في السنوات الأخيرة، شهدنا العديد من الجهود المبذولة لإعادة إحياء وتعريف شعوب العالم بآثار العالم القديم، ومنها معبد أرتميس، وقد تسبب هذا في عودة شعبية هذا المعبد مرة أخرى بين الناس كواحد من عجائب العالم القديم السبعة.

ميزات هامة وفريدة من نوعها لمعبد أرتميس

إذا أردنا أن نتعرف أكثر على معبد أرتميس الجميل والمميز وتقديم شرح كامل عن هذا المكان، يجب أن نقول أن هذا المعبد هو أول معبد في التاريخ تم بناؤه من الرخام الأبيض، مما جعلنا نشهد جمالاً استثنائياً ومجداً لهذا المكان.

أيضاً، من أجل بناء هذا المعبد، جرت محاولة لاستخدام مزيج من العمارة اليونانية والآسيوية، هذا يجعل هذا المكان الأجمل من بين المباني الأخرى التي بناها الإغريق كما أنه يعتبر من أهم المباني التي شُيدت في عصر الإمبراطورية اليونانية القديمة.

-اعلان-



الهندسة المعمارية لمعبد آرتميس

من أجل دراسة الهندسة المعمارية لهذا المعبد، من الضروري الانتباه إلى عدة نقاط مهمة لإنشاء هذا المبنى، حيث أنه تم صنع 127 عموداً في هذا المكان، وكان ارتفاع كل من هذه الأعمدة 20 متراً، وقد أعطوا جمالاً استثنائياً لهذا المبنى.

ولكن تكمن ذروة العمارة وأهمية بناء هذا المبنى، في حقيقة أن هذا المكان تم بناؤه قبل سنوات عديدة من ظهور العمارة الحديثة، حيث أن بناء 127 عموداً على ارتفاع 20 متراً لم تكن مهمة سهلة إطلاقاً وهذا جعله واحداً من عجائب الدنيا السبع.

كانت الدرجات الرخامية تحيط بمنصة المعبد والتي تقود إلى شرفة عالية يبلغ ارتفاعها حوالي 260 إلى 430 قدم، ويتوزع 36 من أعمدة المعبد في المقدمة، ويبلغ طول المعبد حوالي 110 متر بينما عرضه حوالي 55 متراً.

أخذ بناء المعبد تقريبا حوالي 125 إلى 200 سنة لكي يكتمل تماما، وكانت قاعدة المعبد الأساسية مستطيلة الشكل مثل معظم المعابد في تلك الحقبة الزمنية، وقد بني في أرض مستنقعية فلا خطر عليه من وقوع زلازل.

-اعلان-



إذا أردنا أن نفهم هذا المبنى بشكل أكبر، فمن الضروري الإشارة إلى نقطة مهمة للغاية تتعلق بموقع هذا الهيكل.

في الواقع كما قلنا يقع معبد أرتميس في منطقة أفسس في كوشاداسي وهي منطقة مستنقعات، لذا كان من الصعب جداً بناء مبنى وكذلك استخدام وسائل نقل مثل العربات في ذلك الوقت.

نظراً لأنه تمكنا من رؤية عربات تمر عبر هذه المنطقة لنقل مواد بناء المعبد، فقد علق بها الكثير من الوحل، لكن اليونانيين تمكنوا من حل هذه المشكلة واستخدام العربات لنقل المواد بأفضل طريقة ممكنة.

كان يحتوي المعبد على العديد من اللوحات الجميلة والكلاسيكية المزينة بالفضة والذهب بداخله، وكان هنك في هذا المعبد أيضاً العديد من التماثيل المختلفة لنساء محاربات.

كل هذا التميز في العمارة الداخلية والخارجية جعل من معبد أرتميس جميلاً للغاية، ولكن لسوء الحظ، كما ذكرنا سابقاً، تم تدمير هذا المبنى تدريجياً ولم يتبق منه اليوم سوى بضعة آثار.

كيفية الوصول إلى معبد أرتميس

إذا كنت تخطط لزيارة معبد أرتميس، فأنت بحاجة للسفر إلى تركيا وبدء رحلتك من إزمير أو كوشاداسي.

في كلتا المدينتين يوجد العديد من الحافلات وسيارات الأجرة التي يمكنك استخدامها للوصول إلى معبد أرتميس وزيارة هذا المبنى الجميل والمميز.

موقع معبد آرتميس

Atatürk, Park İçi Yolu No:12, 35920 Selçuk/İzmir, Turkey