سواحل أنطاليا.. متحف مفتوح للسفن التاريخية الغارقة

0
329

في إطار عمليّات الكشف عن هذه الذخائر البحرية تستمر الجهود التركية الأكاديمية من قبل فرق مكوّنة من علماء آثار من دول عدة حول العالم.

-اعلان-



ومؤخراً أُعلن عن عثور فريق من الأكاديميين على حطام 14 سفينة غارقة قبالة سواحل أنطاليا المطلة على البحر الأبيض المتوسط جنوبي تركيا ليصبح بذلك عدد حطام السفن المكتشفة منذ عام 2000 أكثر من 350.

ويزخر البحر المتوسّط بثروة تاريخية تتمثّل بحطام السفن التي تعود إلى حقبات مختلفة وصولاً إلى أكثر من ألف قرن ما قبل الميلاد.

ولمعرفة تفاصيل هذا الكشف العلمي التقت الأناضول الأكاديمي والعالم التركي في مجال الآثار تحت الماء الدكتور خاقان أونيز الذي يشغل أيضاً منصب رئيس قسم التراث الثقافي المغمور بالمياه في معهد أبحاث الحضارات المتوسطيّة ومنصب رئيس قسم حماية وترميم التراث الثقافي بكلية الفنون الجميلة في جامعة أقدنيز التركية.

وقال أونيز: “عثر فريق من الأكاديميين على حطام 14 سفينة غارقة خلال تنفيذ مجموعة من أنشطة البحث والتنقيب البحري خلال الصيف الماضي”.

-اعلان-



وأضاف أونيز: “أجرينا بالتعاون مع وزارة الثقافة والسياحة دراسات للكشف عن التراث الثقافي المغمور تحت الماء في ولايتي أنطاليا ومرسين باستخدام سفينة البحث العلمي “أركيو” التابعة لجامعة أقدنيز”.

ولفت إلى أن “الفريق ضم 22 طالباً من طلّاب الدراسات العليا والدكتوراه من 14 دولة بينها السويد وموزمبيق والولايات المتحدة الأمريكية وبولندا”.

وأفاد أن “أعمال التنقيب والبحث والكشف الأثري جرت باستخدام وسائل ومعدّات متطوّرة”.

وتابع أونيز “استخدمنا في هذه الأعمال طرق التوثيق بإرسال الإشارات الصوتية إلى الأعماق باستخدام أجهزة سونار المسح الجانبي”.

-اعلان-



وقال: “لدينا 3 روبوتات تعمل تحت الماء تستطيع أخذ عيّنات من عمق 250 متراً وتنفيذ أعمال التوثيق والاستكشاف في الماء ومناطق القاع”.

وأردف: “وفي هذا الإطار يقوم الفريق بإجراء دراسات لتحديد مواقع حطام السفن الغارقة بالقرب من الجزر والرؤوس والصخور من خلال الغوص في الموانئ الطبيعية أو باستخدام الروبوتات وأجهزة السونار”.

وأوضح أونيز قائلاً: “أجرينا دراسة شاملة للغاية خلال أشهر الصيف من هذا العام على امتداد شواطئ أنطاليا ووجدنا حطام 14 سفينة غارقة ترجع للفترة من القرن السابع قبل الميلاد إلى القرن الثاني عشر قبل الميلاد”.

وتابع: “أظهرت الدراسات التي تم إجراءها على الحطام أن السفن الغارقة كانت محمّلة بجرار الأمفورة (إغريقية) كان يتم نقلها مع مجموعة من المنتجات البحرية والزراعية مثل زيت الزيتون والسمك المجفّف والنبيذ عبر موانئ المتوسّط”.

-اعلان-



وأضاف: “الدراسات التي أجريناها أثبتت من جديد استخدام سواحل الأناضول والبحر المتوسّط منذ عصور بعيدة وعلى نطاق واسع لأغراض تجارية وعسكرية”.

وأردف: “عثرنا في حطام إحدى السفن على مواد مثل الطوب ومواد البناء التي جرى إنتاجها خلال الفترة الرومانية أي قبل نحو 2000 عام”.

وأشار أونيز إلى أن “مراسي السفن تعتبر عاملاً مهمّاً خلال دراسة حطام السفن”.

وقال: “وجدنا مراسي سفن ترجع للعصر البرونزي هذا مهم جداً ومثير هذه المراسي تساعد الباحثين في معرفة تاريخ بناء السفن وتاريخ غرقها”.

-اعلان-



وختم أونيز بالقول: “أستطيع أن أقول بفخر إن عدد حطام السفن الذي اكتشفناه منذ عام 2000 قد تجاوز 350 سفينة” وهي بمثابة متحف بحري مفتوح.