بدأت اليوم زيارة وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إلى الكويت وعمان وقطر بهدف تعزيز العلاقات مع دول الخليج العربي.
وسيجري وزير الخارجية التركي جاويش أوغلو محادثات مع كبار المسؤولين حول العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية خلال زيارته إلى الدول التي تبدأ اليوم وتنتهي في 11 فبراير, حسبما ذكرت صحف اسطنبول اليومية.
كما سيلتقي وزير الخارجية التركي مع نشطاء اقتصاديين ومديري الشركات التركية في هذه الدول.
بالنظر إلى العلاقات التاريخية لتركيا مع الدول العربية, لا بد من القول إن تركيا كانت من أكثر الدول تأثيراً في مجال العلاقات مع الدول العربية, وخاصة دول جنوب الخليج العربي.
بالطبع, كانت هذه العلاقات أكثر تركيزاً على المجالات الاقتصادية والسياسية والتجارية.
لكن منذ عام 2011 وبعد الربيع العربي, شهدت علاقات أنقرة مع دول الخليج, وخاصة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة, تحولات أعمق.
في الواقع, نظراً لتأثيرها السياسي والروحي في البلدان الواقعة على الشواطئ الجنوبية للخليج العربي, تحاول المملكة العربية السعودية مواءمة هذه الدول مع سياساتها الإقليمية من خلال تشكيل تحالف داخل المنطقة.
من ناحية أخرى, بعد الربيع العربي, حاولت تركيا, بصفتها البلد الأكبر في المنطقة, تقديم نموذج جديد للإسلام المعتدل في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
في غضون ذلك, حافظت قطر والكويت على نوع من الاستقلال في السياسة الإقليمية, وخاصة في العلاقات مع تركيا.
وتحاول الكويت السير في الطريق الوسط ومنع العلاقات مع أنقرة من التدهور وجعل الوضع في المنطقة أكثر خطورة.
ورغم أن الكويت أكثر انسجاما مع السعودية في بعض السياسات, وخاصة الأزمة اليمنية, وفي قضايا أخرى بين القوى الإقليمية, إلا أنها تحاول أن تأخذ الطريق الوسط وتجنب الدخول في هذه الأزمات بجدية.
وعليه, فإن مناقشة المواجهة في تمثيل السياستين قد فرضت تحديات كبيرة على العلاقات بين الرياض وأنقرة.