“تحذير للبشرية”.. تدهور غابات الأمازون ينذر بكارثة

0
797

في تحذير عام للبشرية، قالت مسؤولة في “تحالف الغابات الاستوائية” إن غابات الأمازون التي تتعرض لعملية إزالة واسعة.

أطلقت غاز ثاني أكسيد الكربون بكميات أكبر مما امتصته خلال السنوات العشر الماضية، مشددة على أن استمرار تدهور هذه الغابات ينذر بكارثة.

-اعلان-



وبمناسبة اليوم العالمي للغابات الاستوائية (22 يونيو/حزيران)، أضافت إيمانويل بيرينجر مديرة الغابات المستدامة بمنظمة “تحالف الغابات الاستوائية” أن “الحفاظ على الغابات لم يعد خياراً، بل أصبح واجباً”.

وهذا التحالف هو منظمة دولية غير حكومية وغير ربحية مقرها في نيويورك، وتنشط في الأعمال المتعلقة بالزراعة والغابات لخلق مستقبل أفضل للبشر والطبيعة.

وأضافت أنه “بين عامي 2010 و2019 مثلاً، تسبب التدهور في منطقة الأمازون البرازيلية الناجم عن التفتت أو الحصاد الجائر أو الحرائق التي تلحق الضرر بالأشجار ولا تدمرها في انبعاثات أكثر بثلاث مرات من التدمير الكامل للغابة”.

وتطرقت إلى تقرير جديد تحدث عن أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن غابات الأمازون الاستوائية.

فمنذ 2010، كانت أكثر مما امتصته الغابات واصفة الوضع بأنه “تحذير للبشرية”.

وتابعت: “هذا لا يؤثر فقط على تغير المناخ، بل يؤثر أيضاً على التنوع البيولوجي، حيث تحتضن منطقة الأمازون 40٪ من الغابات الاستوائية المتبقية في العالم، و25٪ من تنوعها البيولوجي الأرضي”.

-اعلان-



نقطة اللاعودة

شددت بيرينجر على أن هذا الوضع من شأنه أن يؤدي إلى “تقلب في الطقس المحلي.

ويمكن أن يجفف الغابة ويزيد من تعرضها للحرائق، ويتسبب بموت معظم غابات الأمازون، ويتحول إلى نظام بيئي من نوع السافانا”.

وأضافت: “إذا فقدنا أكثر من 30٪ من غابات الأمازون الاستوائية، فقد نصل إلى نقطة اللاعودة”.

وحذرت من أنه في ظل هذا السيناريو سيكون هناك أيضاً “عواقب غير متوقعة” على أنماط الطقس وأنواع النباتات والحيوانات والأشخاص الذين يعيشون في الغابة ويعتمدون عليها.

وأكدت وجود صلة قوية بين تدمير الغابات الاستوائية وتطور الأوبئة، فإزالة الغابات وصيد الحيوانات البرية يمكن أن يؤدي إلى انتقال الأمراض من الحيوانات إلى البشر.

وأردفت أن حوالي 70٪ من الأمراض المعدية الجديدة جاءت من الحيوانات، بما فيها فيروس كورونا وسارس وإنفلونزا الطيور الإيبولا وفيروس نقص المناعة البشرية المكتسبة (الإيدز).

-اعلان-



ورداً على سؤال حول آثار إزالة الغابات على المجتمعات الأصلية، أجابت بيرينجر بأن الشعوب الأصلية والمجتمعات المحلية يمكن أن تكون “أفضل حراس للغابات في العالم”.

وأوضحت أن “العبث بدور الأمازون في أنماط المناخ وهطول الأمطار سيضر بالبرازيل وشعبها أولاً، وقبل كل شيء.

كما ستكون النظم البيئية المتدهورة أقل مرونة في مواجهة المناخ المتغير، مما يعني شح الموارد الطبيعية التي يعتمد عليها الناس”.

وأفادت بأن الدخان الناجم عن حرائق الغابات الاستوائية يشكل أيضا مخاطر صحية كبيرة على المجتمعات المحلية، لأنه غالباً ما يؤدي إلى العديد من الوفيات المبكرة.

“تأثيرات “كورونا”

حول تأثير جائحة “كورونا” على جهود الحفاظ على الأرض، قالت بيلار بيدرينيللي مديرة المشاركة العالمية العامة بـ”تحالف الغابات الاستوائية”.

إن العديد من المناطق المحمية في جميع أنحاء العالم أبلغت عن وجود مشاكل في الميزانيات والقدرات الإدارية والفاعلية بسبب القيود المفروضة إثر انتشار فيروس “كورونا”.

وأضافت بيدرينيللي أنه “من كوستاريكا إلى كينيا وإندونيسيا انهارت السياحة البيئية، وهذه الأنشطة لا توفر عائدات للمجتمعات فحسب، بل تمول أيضاً أنشطة الحماية”.

ولكن بالمقابل، أدى انتشار الجائحة إلى زيادة الوعي البيئي، حيث لا يزال تغير المناخ والقضايا البيئية على رأس جدول أعمال المواطنين في جميع أنحاء العالم حسب بيدرينيللي.

-اعلان-



وأوضحت أن الوعي بأهمية الغابات الاستوائية باعتبارها “رئة كوكبنا”، وخاصة دورها الحيوي في تخزين ثاني أكسيد الكربون يتزايد منذ سنوات”.

وتابعت: هناك أيضاُ نقص في الفهم لدى الجمهور حول آثار تدمير الغابات وتدهورها على الحياة اليومية.

وشددت على أنه لا يزال هناك متسع من الوقت لإنقاذ الغابات الاستوائية بما في ذلك غابات الأمازون.

رغم أنها ستتطلب “استجابة هائلة وفورية”، داعية إلى تعاون عالمي يشمل الشركات والمجتمعات المحلية والأصلية والمنظمات غير الحكومية والحكومات.

وزادت بأن “ما يمكن للأفراد القيام به لتثقيف الآخرين وللمساعدة في حماية الغابات الاستوائية المتبقية في العالم.

فهو يمثل دعماً لعمل المنظمات التي تدرب المزارعين ومجتمعات الغابات على أساليب الإدارة المستدامة للأراضي واستعادة الغابات”.

ونوهت بأن “تحالف الغابات الاستوائية” يعمل في 70 دولة، وأجندته الرئيسية تهدف إلى وقف تدمير الغابات من خلال تعزيز الرخاء الريفي والتأثير على السياسات.

-اعلان-



وفي 2017، حدد برنامج “الشراكة الاستوائية” 22 يونيو/ حزيران يوماً عالمياً سنوياَ للغابات الاستوائية بهدف زيادة الوعي، وتشجيع العمل على حماية الغابات الاستوائية.

و”الشراكة الاستوائية” هي منظمة بيئية مقرها في مدينة أوستن بولاية تكساس الأمريكية تبذل جهوداً لحماية وترميم الغابات الاستوائية المطيرة.

وهذا عبر العمل مع المجتمعات لتطوير سبل عيش مستدامة تمكّن وتحترم كل من البشر والطبيعة، بالإضافة إلى تثقيف المجتمعات في الولايات المتحدة بدور الغابات الاستوائية في حماية المناخ.