أكاديمية إيطالية: علاقاتنا التجارية مع تركيا تعود الى العهد العثماني

0
901

دعت عضو الهيئة التدريسية بجامعة “كا فوسكاري” الإيطالية ومقرها مدينة البندقية، الدكتورة فيرا قسطنطيني إلى تطوير العلاقات التركية الإيطالية.

مشيدة بالعلاقات القوية التي كانت تربط جمهورية البندقية والدولة العثمانية على مدى التاريخ، ودورها المهم في ازدهار البلدين.

وأفادت قسطنطيني أستاذة قسم اللغة التركية وآدابها بقسم دراسات البحر المتوسط وأفريقيا وآسيا بجامعة “كا فوسكاري”.

أن مدينة البندقية التي تحتفل هذا العام بالذكرى 1600 لتأسيسها أقامت علاقات وثيقة مع الأتراك عبر التاريخ.

-اعلان-



وذكرت قسطنطيني أنها عكفت على دراسة التاريخ العثماني في جامعة البندقية بناءً على توصية من مؤرخ الاقتصاد الإيطالي الشهير البروفيسور روجيرو رومانو، وأن هذه الدراسات رسمت ملامح مسيرتها المهنية.

وأضافت: طلب مني البروفيسور رومانو إجراء دراسات بخصوص التاريخ واللغة التركية العثمانية.

وهذا بدلاً من العمل في أرشيف البندقية الذي إعتاد الأكاديميون الإيطاليون على إجراء دراسات في محفوظاته.

أجريتُ الكثير من الأبحاث في هذا المجال وتعلمت التركية العثمانية في إيطاليا وإسطنبول من أجل البحث في تاريخ البندقية استناداً إلى ما ورد في المصادر العثمانية.

ولفتت قسطنطيني إلى أن موضوع العلاقات بين البندقية والدولة العثمانية لم يكن موضوعاً شائعاً في أبحاث التاريخ في إيطاليا.

وقالت: لسوء الحظ، لم يكن سوى القليل من الأكاديميين يولون الاهتمام بهذا المجال، قد تكون هناك أسباب أيديولوجية وراء ذلك.

ومع ذلك، كان لا بد لي من دراسة تاريخ العلاقات بين البندقية والدولة العثمانية، لما تشكله من أهمية خاصة ساهمت في تطور جمهورية البندقية وغناها التجاري والاقتصادي.

-اعلان-



وتابعت: لقد أدركت جمهورية البندقية أهمية بناء علاقات وثيقة مع الدولة العثمانية، التي تعدت علاقات حسن الجوار.

ورغم الحرب التي دارت بينهما حول قبرص عام 1570، إلا أن العلاقات سرعان ما استعادت زخمها.

وقد طرح البنادقة مشروعاً مهماً للغاية بعد أن فقدوا قبرص نهاية القرن السادس عشر.

حيث ركزوا من خلاله أكثر على منطقة البلقان بعد أن بدأ البريطانيون في توسيع نشاطاتهم التجارية في شرق وجنوب البحر المتوسط.

واستطردت قائلة: كانت البضائع تأتي الى البوسنة عبر الأناضول اسطنبول وأدرنة قبل أن تصل إلى البندقية دون دفع الضرائب، ما خلق ظروفا منافسة جيدة لتجار البندقية والتجار من خارجها.

وأوضحت قسطنطيني أن جمهورية البندقية خصصت قصر “فونداكو دي تورتشي” المعروف أيضاً باسم “الخان التركي” للتجار القادمين من الدولة العثمانية، وخاصةً البوسنة.

كما وفرت البندقية للتجار المسلمين جميع سبل الراحة والأمان ودور العبادة، مشيرة أن مسجد البندقية الذي جرى بناؤه يعتبر أول مسجد بني في أوروبا خارج الأراضي التي كانت تابعة لدول إسلامية.

-اعلان-



وقالت: في القرن السابع عشر، كانت كلمة تركي مرادفة لكلمة مسلم.

لا يهم إن كان هذا الشخص قد أتى من البوسنة أو الأناضول أو أي مكان آخر، يكفي أن يكون مسلماً ليكون تركياً في البندقية.

وانتقدت قسطنطيني السياسات الخارجية التي تنتهجها إيطاليا حالياً، مشيرة إلى أن هذه السياسة لا تشبه التي انتهجتها جمهورية البندقية.

وأن على روما والبندقية معاً تعزيز علاقات الصداقة مع تركيا دولة وشعباً، بما في ذلك العلاقات الأكاديمية.

وأضافت: في الواقع لدينا علاقات تعاون جيدة مع الجامعات التركية، وكذلك مع المؤرخين المهتمين بالتاريخ العثماني.

لقد عكفنا على دراسة التاريخ والعلاقات المشتركة بغرض تسليط الضوء على تلك العلاقات ومدى تطورها في الماضي.

تأسيس جمعية الصداقة ومقرها البندقية

أعربت قسطنطيني عن انفتاح تركيا على تعزيز العلاقات مع إيطاليا والبندقية رغم ارتفاع أصوات عنصرية معادية لتركيا في إيطاليا.

مشيرةً إلى أنها تعمل على تنظيم أنشطة في الجامعة للتغلب على تلك الأصوات.

وختمت بالقول: وفي هذا الإطار، قررنا مع مجموعة من الأكاديميين في إيطاليا تأسيس جمعية الصداقة الإيطالية التركية في مدينة البندقية.

نحن نريد في الواقع تسليط الضوء على أهمية العلاقات وأبعادها ومدى فائدتها على شعوب المنطقة وكيفية تطورها تاريخياً استناداً إلى وثائق في الأرشيفين العثماني والإيطالي.