قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن المأساة في الأراضي الفلسطينية المحتلة وعلى رأسها (قطاع) غزة تجاوزت حدود تحمّل الإنسانية.
جاء ذلك في كلمة عبر اتصال مرئي خلال مشاركته في قمة زعماء مجموعة العشرين الأربعاء.
وشدّد الرئيس أردوغان أن كل صاحب ضمير يُقرّ بأن ما يحدث لا يمكن تبريره بحق الدفاع عن النفس.
وأضاف “لا يمكن تبرير أي (فعل) من أحداث غزة (الهجمات الإسرائيلية) على أنها حق الدفاع عن النفس، بل هي جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية”.
ودعا الرئيس التركي زعماء مجموعة العشرين لأخذ زمام المبادرة في إرساء حل الدولتين.
وتابع: “مستعدون لتولي المسؤولية مع دول أخرى في الهيكل الأمني الجديد الذي سيتم إنشاؤه (بعد انتهاء الحرب في غزة) بما في ذلك آلية الضامنين”.
وفي إشارة إلى عيد الطفولة العالمي الذي يصادف يوم 20 نوفمبر، قال أردوغان: “ما يقرب من 7 آلاف طفل فلسطيني بريء لم يعيشوا ليروا هذا اليوم. الإدارة الإسرائيلية سلبت حق الحياة الذي يعد أبسط الحقوق من 14 ألف مدني بمن فيهم هؤلاء الأطفال”.
واستطرد: “أجبروا الفلسطينيين على الهجرة من وطنهم وقصفوا بوحشية المستشفيات والمدارس والمخيّمات ودور العبادة والكنائس، حيث لجأ إليها الفلسطينيون باعتبارها باتت الأمل الأخير في الهروب من الموت”.
وأردف “كما فقدوا السيطرة على أنفسهم (المسؤولون الإسرائيليون) إلى حد أنهم قاموا بالتهديد باستخدام القنبلة النووية التي ظلوا ينكرون وجودها حتى اليوم”.
-اعلان-
وأضاف: “أولئك الذين فعلوا كل هذه الأفعال يجب أن يحاسبوا أمام القانون الدولي وكذلك أمام ضمير الإنسانية”.
وشدّد أردوغان على أن “تركيا لا ترى أي إجراء يستهدف المدنيين مبرّراً أو معذوراً”.
ودعا “جميع القادة إلى إبداء نفس رد الفعل تجاه الوفيات بين المدنيين بغض النظر عما إذا كانوا إسرائيليين أو فلسطينيين أو يهود أو مسلمين أو مسيحيين”.
وتابع: “إعلان الهدنة الإنسانية لمدة 4 أيام والاتفاق على تبادل الرهائن والمعتقلين ولو بأعداد محدودة، يعد تطوّراً إيجابياً”.
وعبّر عن أمله في أن تؤدي هذه الخطوة إلى “وقف دائم لإطلاق النار والسلام الذي يعد من أهم أولوياتنا”.
وأضاف: “مع الأحداث الأخيرة رأينا جميعاً مرة أخرى أهمية إقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش في سلام جنباً إلى جنب مع إسرائيل وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967”.
ولفت الرئيس أردوغان إلى أن تركيا تواصل إرسال المساعدات الإنسانية اللازمة إلى المنطقة داعياً جميع الأصدقاء إلى الإقدام على خطوات مماثلة.
وصرّح في هذا الخصوص قائلاً: “قمنا حتى الآن بالتعاون مع الأشقاء المصريين بشحن 11 طائرة وسفينة مدنية محمّلة بـ666 ألف طن من المواد الإغاثية إلى مطار العريش”.
وتابع “ننقل المصابين وخاصة مرضى السرطان والأطفال إلى تركيا ونواصل علاجهم وأتمنى من الأصدقاء اتخاذ الخطوات اللازمة لضمان إيصال المساعدات الطبية والإنسانية إلى غزة دون انقطاع”.