“ساغالاسوس” التركية.. مدينة الأباطرة والعشّاق

0
420

ساغالاسوس مدينة رومانية في ولاية أنطاليا التركية عاندت الزمن وبقيت أطلالها البيضاء شاهدة على زلزال لم يستطع محو سحرها الهارب من عهد الأساطير.

-اعلان-



تضمّ المدينة نافورة “أنتونين” وحمّامات رومانية ومسرحاً ومكتبة ومراكز إدارية ودينية وتجارية تاريخية وقوس النصر.

ومن خلال السير عبر شوارعها العتيقة يدرك الزائر أنه ينطلق في رحلة تاريخية ويخطو فوق آثارٍ يبلغ عمرها 5 آلاف عام.

ولإظهار جمالها في أبهى حلله قام فريق بتصوير المدينة الأثرية بواسطة طائرة درون ” FPV”.

وتعدّ ساغالاسوس من أبرز الأمثلة العمرانية على عبق وجمال الحضارة الرومانية إلى جانب كونها في ما مضى واحدة من 5 مراكز لإنتاج السيراميك.

عند الوهلة الأولى، بإمكان زائر المدينة الأثرية ملاحظة الحمّام الروماني ودار الضيافة ثم يأتي بعد ذلك قوس النصر.

-اعلان-



أما “نبع العشاق” فهو من أكثر الأماكن التي يقصدها السيّاح في ساغالاسوس لانتشار اعتقاد لدى الزوّار بأن من يشرب منها “يصبح من العشّاق”.

تحيط بـ “نبع العشاق” الأعمدة الفخرية والمسرح والمكتبة الأثرية حيث يمر زوّار ساغالاسوس بهذه المعالم واحدة تلو الأخرى.

المسرح الذي يتسع لنحو 9 آلاف متفرّج كان مكاناً للألعاب الرياضية والعروض الرومانية كالمصارعة (Gladiator) التي كانت من أشهر التفاصيل في الحياة اليومية للرومانيين.

يعود تاريخ ساغالاسوس إلى نحو 3 آلاف عام قبل الميلاد وهي مدرجة ضمن اللائحة المؤقتة لمنظّمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة للتراث العالمي (يونسكو) منذ عام 2009.

-اعلان-



المدينة الأثرية تقع في قضاء “أغلانسون” في بوردور ويطلق عليها اسم “مدينة الأباطرة والعشّاق”.

وتتألّق بسحرها وجمال تفاصيلها فوق تلةٍ عالية على ارتفاع حوالي ألف و750 متراً فوق مستوى سطح البحر وتحيط بها وديانٌ عميقة.

وخلال الفترة بين يناير/كانون الثاني – أغسطس/آب 2022 استقبلت “ساغالاسوس” 40 ألف زائر لتحافظ بذلك على مكانتها ضمن الوجهات السياحية المفضّلة في بوردور التابعة إداريا لولاية أنطاليا جنوب غربي تركيا.

وقال بيتر تالوين وكيل رئيس فريق التنقيب في ساغالاسوس إن “اسم المدينة الأثرية ذكر لأول مرة في المصادر التي تعود إلى حقبة الإسكندر الأكبر”.

-اعلان-



وأضاف تالوين وهو عضو الهيئة التدريسية في جامعة سليمان ديميريل في ولاية إسبارطة التركية أن “ساغالاسوس باتت أكبر وأهمّ مدينة في منطقة بسيديا القديمة زمن الإمبراطورية الرومانية”.

وأوضح أن “المدينة الأثرية شهدت هزة أرضية قوية في القرن السابع ميلادي ما أدّى إلى انهيار العديد من المعالم القديمة فيها”.

وأشار إلى أن “المدينة اكتُشفت في القرن التاسع عشر وظلّ عدد سكانها عبر التاريخ بين (3500- 5 آلاف) نسمة.

وأوضح بأن “موقع ساغالاسوس المرتفع ساهم في الحفاظ عليها إلى اليوم”.

-اعلان-



وأكّد أن “المدينة تعد مكاناً لا مثيل له بالنسبة لعلماء الآثار” مضيفاً: “نحن نواصل اكتشاف المباني الأثرية فيها”.

بدورها، قالت إينج أويتورهوفن الباحثة في المباني السكنية الأثرية بمدينة ساغالاسوس إن المدينة كانت موطناً للأثرياء فيما مضى.

وأضافت أويتورهوفن وهي عضو الهيئة التدريسية في جامعة “قوتش” التركية (خاصة) “تمكنّا حتى الآن من التنقيب في 88 غرفة لكننا نواصل التنقيب أيضاً.

من جانبه قال مراد قلعة أغاسي أوغلو مدير متحف بوردور إن ساغالاسوس استقبلت 40 ألف زائر خلال الأشهر الـ 8 الأولى من العام الحالي.

-اعلان-



وأضاف: “نتوقّع أن يرتفع عدد زوّار المدينة الأثرية إلى 100 ألف زائر بحلول نهاية العام الحالي”.