منذ 38 عاماً تواصل تركيا مكافحتها للإرهاب على أراضيها بعد أن ارتكب تنظيم “بي كي كي” (PKK) الإرهابي أول اعتداءاته في البلاد يوم 15 أغسطس/ آب 1984.
-اعلان-
التنظيم نفّذ اعتداءاته في قضاء أروه بولاية سيرت (شرق) وقضاء شمدنلي بولاية هكاري (جنوب شرق) ما أدى إلى استشهاد عسكري وإصابة تسعة آخرين إضافة إلى ثلاثة مدنيين.
وفي الاعتداء الإرهابي بقضاء أروه قدّمت تركيا أول شهيد على يد تنظيم “بي كي كي” الإرهابي وهو سليمان أيدين الذي كان يؤّدي خدمته العسكرية في صفوف قوّات حرس الحدود (الجندرما).
وأيدين منحدر من ولاية أرزينجان (شمال شرق) واستُشهد لدى توجّهه إلى محطّة الاتصال اللاسلكي لإبلاغ الوحدات المختصّة بالاعتداء الإرهابي.
ولم ينس سكان أروه ومعهم بقية الشعب التركي الشهيد سليمان أيدين حيث أُطلق اسمه على أبراج الساعة وكبرى الطرقات في القضاء.
-اعلان-
ومنذ ذلك الحين يحمل سكّان أروه وسيرت عامة الكراهية تجاه “بي كي كي” الذي كان سبباً في ذكر اسم ولايتهم مقترناً بإرهاب التنظيم.
رئيس اتّحاد أسر الشهداء والمحاربين إسماعيل شهيد أوغلو قال إن الأكراد من أشّد المتضرّرين من تنظيم “بي كي كي” الذي يزعم الدفاع عن حقوقهم.
وأضاف شهيد أوغلو إن السلطات الأمنية والعسكرية في تركيا تكافح الإرهاب دون هوادة وأن الشعب التركي عانى الكثير من الإرهاب منذ 1984.
وأكّد أن سكّان المنطقة عانوا ويلات عديدة بسبب اعتداءات “بي كي كي” الإرهابي طيلة العقود الماضية.
وأشاد شهيد أوغلو بجهود الدولة التركية بمكافحة الإرهاب ولاسيما بمكافحة “بي كي كي” مشدّداً على أن الإرهاب “بات قاب قوسين أو أدنى من الانتهاء والقضاء عليه”.
-اعلان-
وتابع: “المآسي التي كانت في الماضي (بسبب الإرهاب) تركت مكانها الآن للأمن والاستقرار”.
وأفاد بأن سكّان المنطقة كانوا محرومين طيلة العقود الماضية من التنقل بين القرى والمدن والحقول والذهاب إلى المشافي بأريحية وبأمان بسبب اعتداءات التنظيم.
وأكّد أن هذه المشاكل والعراقيل لم تعد موجودة بفضل جهود الدولة التركية في مكافحة الإرهاب وتراجع نشاط تنظيم “بي كي كي” بشكل ملحوظ.
فيما أعرب الناشط الصحفي في المنطقة ضياء يارايان (56 عاماً) عن انزعاج السكّان وتأسّفهم إزاء اقتران اسم ولاية سيرت بالإرهاب والعنف.
-اعلان-
وأضاف يارايان إن التنظيم الإرهابي لم يصل إلى أهدافه طيلة الأربعين سنة الماضية “ولن يحقّق أهدافه ولو ظل يحاول لأربعين سنة أخرى”.
وشدّد على أن سيرت وسكّانها عانوا الكثير من الإرهاب ومن ممارسات تنظيم “بي كي كي” إلا أنها لم تستلم يوماً.
وتَّرحم يارايان على أرواح الشهداء الذين قضوا في مكافحة الإرهاب متمنّياً الشفاء العاجل للمحاربين والمصابين الآخرين.
وقال يوسف يلدريم أحد سكّان قضاء أروه إنهم يتمنّون القضاء على الإرهاب في المنطقة بأقرب وقت ممكن.
وتابع: “سكّان أروه يحرصون على كرم الضيافة واستقبال الضيوف بأفضل ما يكون في محاولة منهم لتغيير القناعات المتعلّقة بمنطقتهم التي اقترن اسمها بالإرهاب”.
-اعلان-
وأوضح أن المنطقة شهدت أمناً واستقراراً بارزين مؤخراً بعد عقود من انعدامه بسبب ممارسات “بي كي كي” الإرهابية.