من هو المُعارض الفلسطيني الراحل نزار بنات؟

0
956

على مدى سنوات، برز اسم “نزار بنات” (44 عاماً) كأحد أبرز معارضي السلطة الفلسطينية من فئة النشطاء السياسيين المستقلين.

حيث دأب على توجيه انتقادات لاذعة لأدائها عبر مقاطع فيديو ومن خلال حسابه على موقع فيس بوك، وهو ما عرضه للاعتقال عدة مرات.

لكنّ نبأ وفاته بعد ساعات قليلة على اعتقاله من قبل أجهزة الأمن الفلسطينية صباح أمس الخميس شكّل صدمة للشارع الفلسطيني، وأثار سخطاً واسعاً.

-اعلان-



وأعلن محافظ الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة جبرين البكري عن وفاة السيد بنات في بيان مقتضب، قال فيه إن قوة أمنية فلسطينية اعتقلته يوم الخميس.

وبناءً على مذكرة توقيف من النيابة العامة، “وخلال ذلك تدهورت حالته الصحية، وتم تحويله إلى مستشفى الخليل الحكومي حيث أعلن عن وفاته”، لكنّ عائلته اتهمت “الأمن الفلسطيني” بتعذيبه و”اغتياله”.

وقال عمار بنات المتحدث باسم العائلة، “تعرض نزار لعملية اعتقال عند الساعة الثالثة والنصف فجراً من قبل قوة أمنية بعد تفجير مدخله.

وانهالت عليه بالضرب بواسطة هراوات حديدية وخشبية، ورشته بغاز الفلفل، واعتقلته بعد تجريده من ملابسه وبصورة فجة، واقتيد تحت الضرب بينما كانت تسيل الدماء منه”.

ولاحقاً، قالت منظمات حقوقية فلسطينية إن “وفاة السيد بنات غير طبيعية”.

وقد جاء ذلك في بيان مشترك “للهيئة المستقلة لحقوق الإنسان” (رسمية لكن يضمن نظامها الأساسي استقلاليتها).

بالإضافة إلى مؤسسة “الحق” ومركز “القدس للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان” (غير حكوميتين)، وطبيب التشريح المتقاعد الدكتور سليم أبو زعرور.

وقال البيان “أكدت المشاهدات بعد انتهاء تشريح الجثمان وجود إصابات تتمثل في كدمات وسحجات في مناطق عديدة من الجسم.

بما في ذلك الرأس والعنق والكتفين والصدر والظهر والأطراف العلوية والسفلية، مع وجود آثار تربيط على المعصمين وكسور في الأضلاع”.

-اعلان-



وأضاف أن “تقرير الطبيب الشرعي وطبيب العائلة أكدا أن الوفاة غير طبيعية”.

واستدرك الدويك قائلاً “لكن تحديد سبب الوفاة الرئيس من الناحية الإكلينيكية يحتاج إلى بعض الوقت لحين ظهور النتائج المخبرية لفحص الأنسجة والسوائل”.

وأصدرت الكثير من الفصائل الفلسطينية ومن بينها “حماس” و”الجهاد الإسلامي” و”الجبهة الشعبية” و”الجبهة الديموقراطية” بيانات استنكار شديدة اللهجة للحادث.

ويحظى السيد “بنات” بشهرة واسعة في الشارع الفلسطيني لجرأته وانتقاده الحاد لأعضاء القيادة الفلسطينية، بما فيهم الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء محمد اشتية.

وتقول عائلته، إنه اُعتِقل أكثر من 8 مرات من قبل الأمن الفلسطيني، وأكد بنات في فيديوهات سابقة له تعرضه للتعذيب من قبل أجهزة الأمن خلال اعتقاله.

والسيد بنات لاجئ فلسطيني هُجِّرت عائلته من بلدة عجور عام 1948، ويسكن بلدة دورا بمحافظة الخليل، وهو متزوج وله خمسة من الأبناء، ولا يُعرف عنه أي انتماء لأي فصيل سياسي فلسطيني.

وعبّر أكثر من مرة عن دعمه لفصائل المقاومة في غزة، ورفضه لنهج السلطة الفلسطينية للتنسيق الأمني مع إسرائيل.

وكان المعارض الفلسطيني يعمل في مجال “الديكور” والنجارة.

-اعلان-



وشكّل بنات قائمة “الحرية والكرامة” لخوض انتخابات المجلس التشريعي التي كانت مقررة يوم 22 مايو/ أيار الماضي قبل صدور مرسوم رئاسي (في 30 إبريل/نيسان الماضي) بإلغائها.

وأثار بنات جدلاً في الشارع الفلسطيني إثر مطالبته الاتحاد الأوروبي بوقف الدعم المالي عن السلطة عقب قرار إلغاء الانتخابات، وهو ما عرضه لهجوم حاد من قبل السلطة الفلسطينية والمؤيدين لها.

وآنذاك، قال بنات في مقطع مصور على فيسبوك إن مسلحين “بمرافقة الأجهزة الأمنية” أطلقوا (يوم 2 مايو/أيار الماضي) النار بكثافة على منزله “وروّعوا ساكنيه”.

وفي آخر المقاطع التي نشرها، قبل وفاته شنّ السيد بنات في يوم 21 يونيو/ حزيران الجاري هجوماً لاذعاً على السلطة الفلسطينية رداً على صفقة “تبادل لقاحات” أبرمتها مع إسرائيل قبل أن تتراجع الأولى عنها.

واتهم في رسالة مصورة على صفحته على موقع فيسبوك تحت عنوان من “يقف وراء صفقة اللقاحات” السلطة الفلسطينية بـ”المتاجرة بأرواح الشعب الفلسطيني”.

والجمعة الماضي، قالت الحكومة الإسرائيلية في بيان إنها اتفقت مع السلطة الفلسطينية على تحويل نحو مليون جرعة من اللقاحات ستنتهي فعاليتها قريباً على أن تحصل في المقابل على ذات الكمية من الشركة المصنعة نهاية العام الجاري.