انطلقت في مدينة إسطنبول الإثنين اجتماعات النسخة 38 للجنة الوزارية الاقتصادية التجارية في منظّمة التعاون الإسلامي (الكومسيك) وتستمر يومين.
وفي مركز إسطنبول للمؤتمرات عقدت الجلسة الافتتاحية التي ترأّسها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بوصفه رئيس اللجنة الدائمة وبحضور مسؤولي 54 دولة إسلامية وبمشاركة دول بصفة مراقبين فضلاً عن مشاركة منظّمات ومؤسّسات دولية.
وألقى الرئيس التركي كلمة خلال الجلسة الافتتاحية تمنّى فيها أن تحقّق الاجتماعات فائدة للمجتمعين قبيل أن يواصل الوزراء اجتماعهم وتناول الأجندة المحدّدة حيث ينتظر أن تستكمل المداولات غداً الثلاثاء.
وبحسب أجندة اجتماعات اللجنة فإنها ستناقش تطبيق برنامج العمل وتناول التطوّرات الاقتصادية في دول العالم الإسلامية ومواضيع التجارة والتعاون الاقتصادي ودور القطاع الخاص فيه وتعميق التعاون المالي وتحسين قطاع المواصلات والاتصالات.
-اعلان-
كما يناقش الوزراء المجتمعون موضوع الاستدامة والرقابة وتناول التطوّرات في قطاع السياحة فضلاً عن مسألة الإنتاجية في القطاع الزراعي والأمن الغذائي ومحاربة الفقر والتحوّل الرقمي والدعم الاجتماعي في ضوء أزمة كورونا.
حسين إبراهيم طه أمين عام منظّمة التعاون الإسلامي قال في كلمته :”أشكر تركيا حكومةً وشعباً لاتخاذ الترتيبات اللازمة لنجاح اجتماع اليوم”.
وأضاف: “تنعقد الدورة في وقت ما يزال نشعر فيه بآثار مواجهة جائحة كورونا حيث اتخذت تدابير صارمة وعانت دولنا بسببها خسائر فادحة بالوظائف والانكماش الاقتصادي وتراجع الاستيراد والتصدير والسياحي ما قذف بعدد كبير من الناس في الفقر”.
وبيّن أنه “قبل تجاوز آثار كورونا اندلعت الحرب في أوكرانيا ونبارك الرئيس أردوغان لدوره في مبادرة ضمان عبور الحبوب الأوكرانية وإلا لكان الوضع الغذائي في العالم أسوأ”.
وزاد: “ما حصل يظهر ضرورة أن توفّر الدول الإسلامية الأمن الغذائي وبلورة الدول خطّة للتعافي الاقتصادي تؤدّي للنهوض والتنمية الاقتصادية”.
وبيّن أن “العالم يمر بأوقات عصيبة تضرّرت الاقتصادات وارتفعت معدلات البطالة وارتفع عدد الأطفال في الشوارع والمتسرّبين في ازدياد وما يزال الريف يفتقد للمقوّمات الأساسية”.
ودعا إلى التركيز على زيادة الاستثمار في القطاعات الحيوية وتنفيذ برامج عمل منظّمة التعاون الإسلامي وبناء علاقات للتآزر بين الدول الثرية بالتقنيات والثروات المالية والطبيعية وإنشاء صندوق لمشاريع ناشئة ودعم الشباب”.
-اعلان-
وتأسّست الكومسيك بوصفها اللجنة الرابعة بين اللجان الدائمة لمنظّمة التعاون الإسلامي في مؤتمر القمّة الإسلامي الثالث الذي انعقد في مكة المكرمة/ الطائف عام 1981.
ودخلت حيز النفاذ في مؤتمر القمّة الإسلامي الرابع الذي انعقد في الدار البيضاء بالمغرب عام 1984 وذلك بانتخاب رئيس الجمهورية التركية ليكون رئيساً للكومسيك.
من ناحيته، ألقى ماجد القصبي وزير التجارة السعودي كلمة بإسم الدول العربية في اللجنة
وقال القصبي: “أمام التحدّيات الكبيرة التي يمر بها العالم يأتي انعقاد الدورة كفرصة لمضاعفة الجهود وتوسيع آفاق التعاون بين الدول الأعضاء في كافّة المجالات الاقتصادية”.
وأضاف: “تحقيق التكامل الاقتصادي والتنموي بين الدول الإسلامية والذي يتطلّب تعظيم الاستفادة المثلى من قدراتنا وامكانياتنا كدول إسلامية يجمعها رابط الدين والإخوة والمصير المشترك لمواجهة التحدّيات التي يعيشها العالم”.
وأكّد: “تماشياً مع قرارات الدورة الوزارية للكومسيك المتضمّنة أن يكون عنوان الدورة تقديم المساعدة الاجتماعية والتمكين الاجتماعي والاقتصادي بشكل فعّال بضوء جائحة كورونا قامت المملكة بدورها الريادي بمساعدة الدول المتضرّرة في مختلف أنحاء العالم وفي العالم الإسلامي”.
-اعلان-
وختم بقوله “برنامج عمل المنظّمة حتى 2025 بلغ مرحلة متقدّمة في التنفيذ مؤكّدين على أهميّة المشاركة الفاعلة من الدول الأعضاء لإدراج برامج المنظّمة ضمن أولوياتها مما يكفل تحقيق أهداف اللجنة”.
وألقى زبير دادا من وزارة الخارجية النيجرية كلمة بإسم الدول الإفريقية فيما ألقى وزير الاقتصاد والمالية من بروناي دار السلام أمين ليو عبدالله كلمة بإسم دول أسيا قائلاً “نيابةً عن وفود الدول الآسيوية الأعضاء في مجلس التعاون الإسلامي نشكر تركيا على الاستضافة”.
وقال أمين ليو عبدالله: “اجتماعنا اليوم ينعقد في خضم اضطرابات اقتصادية وتبعات جائحة كوفيد والتطوّرات الجيوسياسية ولدينا فرصة لمطالعة التحدّيات وتحقيق التغيرات للمجتمعات لمن لا عمل لهم”.
بينما محمد سليمان الجاسر رئيس البنك الإسلامي للتنمية قال من ناحيته: “لم تقتصر التداعيات السلبية لكوفيد 19 على قطاع الصحة بل أدت لانكماش اقتصادي حاد وألقت بـ 100 مليون شخص إضافي في فقر مدقع بالعالم يقدر نصفهم في بلدان المنظّمة”.