مدرج أسبندوس في أنطاليا – مزيج من الحضارات في مكان واحد

1
1756

يعتبر مدرج أسبندوس في أنطاليا, أحد أشهر وأهم مناطق الجذب السياحي التي تمكنت من زيادة الحركة السياحية في المدينة, حيث تمكن هذا النصب التاريخي الشهير من جذب عدد كبير من السياح وعشاق الفن حول العالم عاماً بعد عام.

يمكن للسياح في أنطاليا إلقاء نظرة عن كثب على هذا المدرج أسبندوس لإعادة إحياء الأحداث التاريخية عن قرب, وخلق لحظات مميزة من الصعب نسيانها لهم ولأفراد أسرهم.

جدير بالذكر أنه تم إدراج مدرج أسبندوس في قائمة اليونسكو للتراث العالمي في عام 2015

منطقة أسبندوس في أنطاليا

تعتبر منطقة أسبندوس من المناطق القديمة في مدينة أنطاليا, وهي منطقة جميلة تشتهر بمدرجها المفتوح, وتقع أسبندوس على بعد 40 كم من مدينة أنطاليا الساحلية و8 كم من مدينة سيرك, كما يعتقد المؤرخون أن هذه المنطقة يرجع تاريخها إلى عام 1000 قبل الميلاد وتم بناؤها على يد الإغريق, كما تم بناء مدرج أسبندوس الشهير بعد 200 عام من الميلاد في عهد الإمبراطور الروماني ماركوس أوريليوس.

نظراً لأهمية المدرج في فترات تاريخية مختلفة, لم يتم تدمير هذا النصب التاريخي وبقي سليماً تماماً, حتى نتمكن اليوم من رؤية إقامة احتفالات فنية مهمة ومشهورة مثل مهرجانات الأوبرا الدولية و رقص الباليه بحضور حوالي 10,000 شخص.

يعتبر مدرج أسبندوس من أكثر المدرجات انفتاحاً في العالم, بقدرة استيعابية تصل حتى 15,000 إلى 20,000 شخص, وتجدر الإشارة أيضاً إلى أنه تم إدراج هذا المدرج في قائمة اليونسكو للتراث العالمي في عام 2015, ويمكن للسياح زيارة النصب التذكاري كل يوم من الساعة 8 صباحاً حتى 7 مساءً والاستمتاع بمرافقه المختلفة.

إذا كنت تخطط للسفر و السياحة في أنطاليا, نقترح عليك أن تقوم بزيارة Aspendos خلال رحلتك وتستمتع بمشاهدة مدرجها.
تعرف على أفضل و أفخم الفنادق في أنطاليا

تاريخ مدينة أسبندوس, أنطاليا

تاريخ مدينة أسبندوس ليس واضحاً تماماً, حيث يعتقد البعض أن المدينة بنيت من قبل اليونانيين في عام 1000 قبل الميلاد, بينما يعتقد البعض الآخر أن هذه المدينة الجميلة تنتمي إلى الفترة الحديثة وتعود إلى 800 قبل الميلاد.

ومن الواضح بأن مدينة أسبندوس, بحسب الأدلة المتوفرة, كانت من أولى المدن التي عملت بنظام العملات المعدنية, وغني عن القول أن القطع النقدية التي سكت بهذه المدينة تعود إلى القرنين الرابع والخامس قبل الميلاد.

ازدهرت مدينة أسبندوس في القرنين الثاني والثالث بعد الميلاد وقدمت أعمالاً فنية لا تعد ولا تحصى, وتضم مدينة أسبندوس في أنطاليا العديد من المباني والروائع المعمارية, ويعتبر مدرج أسبندوس من بين أروع المباني وأكثرها روعة في المدينة.

يوجد قصة مثيرة وراء بناء هذا المدرج العظيم في أنطاليا. حيث أقيمت مسابقة بين الناس, كانت جائزتها الزواج من ابنة الملك. كانت هناك منافسة شديدة ، وفي النهاية وصل شخصان إلى النهائيات. كان أحدهما تصميم نظام مياه سينقل المياه على بعد بضعة كيلومترات ويرسلها إلى أجزاء مختلفة من المدينة, والثاني كان مدرج أسبندوس.

بعد الانتهاء من بناء قناة المياه ومدرج أسبندوس, أعجب الملك بالعملين بشكل كبير, وأعلن أنه سيقطع ابنته إلى النصف! وأنه سيقوم بتزويج كل نصف لأحد المعماريين. لم يقبل المهندسين المعماريين بهذا الاقتراح, فقام الملك بتزويج ابنته إلى المهندس الذي قام بإنشاء المدرج وتم الزفاف الملكي ضمن المدرج أيضاً.

عمارة مدرج أسبندوس في أنطاليا

كما ذكرنا, فقد تم بناء مدينة أسبندوس على التلال, مما أدى إلى بناء مدرج أسبندوس على جانب التل على الطراز الروماني القديم, وهذا المسرح الجميل عبارة عن نصف دائرة. ينقسم السطح الكبير من المدرج إلى جزأين, ويتخلل هذين الجزأين ممرات فيها السلالم.

بالإضافة إلى كراسي الجلوس, والتي يكون الصف الأول منها لرجال الأعمال والقضاة. والصف الثاني كان لأهل المدينة المشهورين, والنساء في المقاعد المرتفعة, التي زينت بالرخام, ويجلس الرجال في المقاعد السفلية, وكان للملك والعائلة المالكة مكان خاص ومميز. جدير بالذكر أن هذه المقاعد موزعة على 20 صفاً لمشاهدة حروب وصراعات البشر والحيوانات.

يتكون رواق المدرج من طابقين مع عمودين ضيقين وطويلين مغلقين, ويمكن للسياح رؤية هذه الأزواج من الأعمدة عند الدخول, ومن المثير للاهتمام أيضاً معرفة أن قطر هذا المبنى يبلغ 96 متراً وارتفاعه 22 متراً. وهو مصنوع كلياً من الجير, ويمكن للسياح رؤية العديد من الغرف في الطابق الأول من المبنى والتي تم استخدامها لإعداد المصارعين.

طرق الوصول إلى مدرج أسبندوس في أنطاليا

يمكن للسياح في أنطاليا استخدام السيارات الخاصة ووسائل النقل العام الأخرى في المدينة للوصول إلى هذا النصب التاريخي الجميل, ولكن أفضل وسيلة للوصول إلى هذا المدرج هي الحافلة. استخدم محطات الحافلات في المدينة وانزل في محطة الحافلات المسماة Aspendos, والتي تقع على بعد 550 متر من هذا المبنى الشهير.