Estimated reading time: 4 minutes
من خلال سعيه للحصول على بطاقة للطاقة النووية, يسعى أردوغان إلى الحصول على مكانة جديدة لنفسه في المنطقة حتى لا يتخلف عن قوافل محطات الطاقة النووية هذه.
في الأسبوع الماضي أعلن أردوغان أنه سينضم قريباً إلى الدول في مجال الطاقة النووية.
في مكالمة عبر الإنترنت بين الرئيس التركي, ونظيره الروسي بوتين, تم افتتاح الكتلة الثالثة من محطة أكيو للطاقة النووية في مقاطعة مرسين التركية.
-اعلان-
و أشار أردوغان إلى أن المحطة سيتم بناؤها من قبل شركة Atom الروسية المملوكة للدولة بموجب اتفاقية حكومية دولية لإجمالي لتوليد طاقة كهربائية تعادل 4800 ميغاواط.
وبحسب أردوغان, من المقرر أن يتم افتتاح وتشغيل الكتلة الأولى من محطة الطاقة بحلول عام 2023.
وتقول تركيا إن المصنع سيوفر 10 آلاف وظيفة ومن المتوقع أن يضيف 6 مليارات دولار إلى 8 مليارات دولار للاقتصاد التركي.
محطة الطاقة النووية التي من المفترض أن تمتلكها تركيا ستنقل البلاد إلى مجموعة الدول النووية في الشرق الأوسط.
ولكن كيف سيغير هذا الوضع من مكانة تركيا في الشرق الأوسط؟
تركيا ليست في وضع جيد من حيث الوقود الأحفوري, وخاصة النفط والغاز.
على الرغم من أنها تقع جغرافياً في الشرق الأوسط, إلا أنها في إنتاج الوقود تستورد معظم طاقتها من حلفائها, أذربيجان وقطر وما إلى ذلك.
في السنوات الأخيرة, سعت تركيا إلى أن تصبح مركزاً للطاقة وأن تعبر طرق الطاقة عبر أراضيها لتعزيز مكانتها.
في الداخل, تم بذل جهود كبيرة, خاصة في شرق البحر الأبيض المتوسط, الأمر الذي أدى إلى الصراع مع قبرص واليونان.
لكن تركيا سعت دائماً إلى تقليل اعتمادها على الوقود أو على الأقل زيادة الإنتاج المحلي.
-اعلان-
في مجال الوقود النووي, تسعى تركيا لحل هذه المشكلة منذ أكثر من عقد.
حقيقة أن تركيا ليست قوية من حيث الطاقة وتعتمد على دول الجوار أجبرتها على تقديم تنازلات لهذه الدول في المعادلات الإقليمية.
ومن هنا جاء الحديث عن تقليل الاعتماد على الخارج في مجال الطاقة. حيث يسعى أردوغان أيضاً إلى تحسين وضع بلاده.
هل هناك وجهة نظر داخل تركيا نفسها ترى أن التسلح النووي مفيد؟ هل يمكن أن تساعد هذه الإجراءات في زيادة شعبية أردوغان؟
القومية في تركيا لها العديد من المؤيدين. حتى التيارات الإسلامية في هذا البلد لديها آراء قومية.
يستخدم أردوغان هذه الآراء على نطاق واسع لاكتساب الشرعية وإضعاف المعارضين والمنتقدين.
كما أنه يتبع نفس الاتجاه في النقاش النووي.
يعتقد جزء من الشعب أن تركيا تعرضت للإذلال من قبل الغرب في العقود الأخيرة, ويدعي جزء من الرأي العام أن الولايات المتحدة قد خانتهم في قضايا مثل الأزمة السورية.
جعلت هذه القضايا أردوغان معجباً بأفعاله, بما في ذلك التحوّل النووي, ووصفه بأنه زيادة في النفوذ والمكانة.
تركيا ليست الدولة الوحيدة في المنطقة التي تبحث عن قضية نووية.
للباكستانيين تاريخ طويل والسعودية والإمارات والأردن وحتى السودان يبذلون جهودا في هذا الصدد. نفس الشيء صحيح في إيران.
-اعلان-
التعاون الروسي التركي في عيون حلف الناتو
لطالما كانت تركيا عضواً في الناتو. لكن الدول الأخرى كانت قلقة بشأن الشؤون الداخلية لتركيا, وتدفق قضايا الشرق الأوسط إلى الناتو عبر تركيا, وما إلى ذلك.
يعتقد المحللون الأتراك أن البلاد لديها عزلة إستراتيجية في المنطقة.
يعتقدون أنه على الرغم من أن الأمريكيين يعتبرون أنفسهم شركاء لأنقرة, إلا أنهم تركوا تركيا في حالات حرجة. وكذلك فعل حلف الناتو.
بالنظر إلى أن بايدن الموجود حالياً في السلطة في الولايات المتحدة و العلاقات المتوترة بين الديمقراطيين وأردوغان. كان من المتوقع أن يلجأوا إلى موسكو.
إن حقيقة تحرك الأتراك تجاه الروس هي نتيجة هذا التصور داخل تركيا. كما أن صعود بايدن إلى السلطة مؤثر أيضاً, حيث كان أردوغان أحد الخاسرين في فوز بايدن.
لأن الديمقراطيين سوف يسلطون الضوء على الجدل حول سياسات تركيا الإقليمية, وأنقرة تحاول الحصول على تنازلات من خلال الاقتراب من موسكو وبكين.
-اعلان-
لدى كل من تركيا وروسيا ميول ورغبة في توسيع سلطتهما. إلى أي مدى يمكن أن يكون هذا التحالف مقلقاً للغربيين؟
فكما أن تركيا والروس لديهما مصالح مشتركة, مثل الخلافات التجارية والقضية النووية, وما إلى ذلك, لكن هناك خلافات وصراعات.
إذا نظرنا إلى تاريخ آخر مائة وخمسين عاماً, نرى صراعاً تركياً روسياً في القوقاز والبلقان.
من المؤكد أن هذا الاختلاف في الاهتمامات سيؤدي في بعض الحالات إلى تحدٍ بين أنقرة وموسكو.
الروس لاعبون كبار, وهم أنفسهم يستخدمون تحالفاتهم للعب مع الولايات المتحدة, وهم يعلمون أن تركيا تحاول أيضاً تسجيل نقاط عن قرب معهم.
-اعلان-