قالن: نقود حملة مكثّفة لتسهيل شحن الحبوب من أوكرانيا

0
461

قال المتحدّث بإسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن إن بلاده تقود أنشطة دبلوماسيّة مكثّفة من أجل تسهيل تصدير الحبوب والأسمدة من أوكرانيا وروسيا إلى الأسواق الدوليّة في مسعى للحيلولة دون نشوب أزمة غذائيّة عالميّة.

-اعلان-



جاء ذلك في مقابلة خاصة مع قالن قبيل انعقاد أعمال قمّة الناتو التي ستستضيفها العاصمة الإسبانية مدريد يومي 29 و30 يونيو/ حزيران الجاري.

وحول اجتماعاته مؤخراً في مدريد قال قالن إنه أجرى لقاءات “شاملة وبنّاءة وفعّالة” مع وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي وشؤون الاتّحاد الأوروبي الإسبانية “أنجيليس مورينو باو” ومديرة مكتب تنسيق رئاسة الاتحاد الأوروبي في رئاسة الوزراء الإسبانية “أورورا ميخيا”.

وأشار قالن إلى أن تركيا نقلت ارتياحها للجانب الإسباني على خلفية تمديد مدريد مهمّة صواريخ باتريوت للدفاعات الجويّة في ولاية أضنة التركية (جنوب) والموجودة في المنطقة في إطار مهام الناتو.

ولفت قالن إلى أن الجانب التركي يجري تقييماً لما يمكن فعله من أجل زيادة حجم التجارة الثنائيّة بين تركيا وإسبانيا والذي ارتفع من 16 مليار دولار إلى 20 مليار دولار العام الماضي.

-اعلان-



ونوّه إلى أنه ناقش مع المسؤولين الإسبان خلال المحادثات ملفّات تتعلّق بالحرب في أوكرانيا والأحداث في جنوب القوقاز وسوريا وشرق المتوسّط.

وأشار قالن إلى أنه من المهم نقل المنتجات الزراعيّة والأسمدة من أوكرانيا وروسيا إلى الأسواق الدوليّة من أجل منع حدوث أزمة غذاء عالمية لافتاً إلى أن بلاده تجري جملة من الأنشطة الدبلوماسيّة المكثفة في هذا الاتجاه.

وأضاف: “حاليًا يعتبر الخيار الأكثر منطقيّة وجدوى من الناحية الاقتصادية لنقل منتجات الحبوب الأوكرانية إلى السوق الدولية هو نقلها عبر موانئ البحر الأسود وبحر آزوف ومضيق البوسفور”.

واستطرد قائلاً: “بطبيعة الحال سيعمل الجانب الأوكراني على إزالة الألغام في موانئ أوديسا ولكن في المقابل تقدّم روسيا ضمانات أمنيّة مشروعة بعدم القيام بعمليّات إنزال بحري في هذه الموانئ”.

-اعلان-



وتابع: “بالإضافة إلى ذلك، نواصل إجراء المشاورات المطلوبة من أجل إنشاء آلية لتشغيل الموانئ الأوكرانية بمشاركة تركيا وأوكرانيا وروسيا والأمم المتحدة وأستطيع القول إن المحادثات تجري في أجواء إيجابيّة حتى الآن”.

وأشار قالن إلى أن وزير الخارجيّة الروسي سيرغي لافروف سيجري زيارة إلى تركيا الأسبوع المقبل من الشهر الجاري وأن قرارات مهمّة قد يجري اتخاذها خلال الزيارة.

وشدّد على أن إعادة تصدير الحبوب عبر الموانئ الأوكرانية والبحر الأسود ومضيق البوسفور سيكون لها دوراً رئيسياً في منع حدوث أزمة غذاء عالميّة.

وأضاف: “نتوقع بعد زيارة السيد لافروف إلى تركيا أن يجري تسريع جهود التعامل مع الجوانب المختلفة لهذه القضيّة واتّخاذ قرارات فعّالة بهذا الشأن وبدء عمليّة تصدير الحبوب في أقرب وقت ممكن في إطار مذكّرة تفاهم محدّدة”.

-اعلان-



ووصف قالن قمّة الناتو المزمع عقدها نهاية الشهر الجاري بمشاركة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنها ستكون “إحدى القمم الهامة التي ستجري تقييماً لمفهوم الاستراتيجيّات في حلف الناتو”.

وذكر أنه من الأهمية بمكان عقد هذه القمّة بالتزامن مع طرح قضايا مثل الحرب في أوكرانيا والأمن السيبراني والأمن الغذائي ومختلف القضايا الإقليمية بما في ذلك قضايا مكافحة الإرهاب والعلاقات مع روسيا.

وشدّد قالن كذلك على أن تركيا دولة لديها ثاني أكبر جيش في الناتو وتضطلع بأدوار مهمّة في جميع المهام العسكريّة للحلف.

وأكّد أن أنقرة تبذل قصارى جهدها لضمان نجاح القمّة التي ستحدّد ورقة المفاهيم الاستراتيجيّة لحلف الناتو بالإضافة إلى مواقفه تجاه التحديّات المقبلة.

-اعلان-



وأشار قالن أن السويد وفنلندا تقدّمتا بطلب للحصول على عضوية الناتو وستشاركان في قمّة الناتو في مدريد كدولتين مدعوتين بشكل خاص مجدداً التأكيد أنه يتوجب على البلدين معالجة مخاوف تركيا بشأن مكافحة الإرهاب.

وأضاف: “نقلنا توقّعاتنا ومطالبنا ومخاوفنا إلى محاورينا السويديين والفنلنديين بشكل واضح وبناء ولكن بطريقة حازمة للغاية”.

وتابع: “عبرنا بوضوح عن موقفنا تجاه وجود تنظيمات مثل بي كا كا PKK (تنظيم إرهابي ينشط في عدة دول بالمنطقة بينها سوريا والعراق وإيران) واي بي جي YPG (ذارع بي كا كا الإرهابي في سوريا) وبي واي دي PYD (الجناح السياسي لواي بي جي بسوريا) و”فتح الله غولن” الإرهابيّة في هذين البلدين”.

ومضى قائلاً “كما شاطرناهم المعلومات والوثائق وهيكلية هذه التنظيمات هناك وأعربنا أيضاً عن وجوب اتخاذ موقف واضح لا لبس فيه ضد الأفراد والمنظّمات التي تجمع الأموال وتجنّد الأفراد لدعم الأنشطة الإرهابيّة”.

-اعلان-



ولفت إلى أن تركيا لم تتلق حتى الآن رداً ملموساً من الجانب الآخر يزيل المخاوف في ظل استمرار المفاوضات وأضاف: “وعليه لن يكون هناك تقدّم دون معالجة مخاوف تركيا الأمنيّة”.

وحول إمكانية تحديد تاريخ معين لقبول السويد وفنلندا في عضوية الناتو قال قالن: “نحن لا نرى أنفسنا مقيّدين بوقت محدّد. القمّة مهمّة للغاية. من المهّم للغاية أن تنجح قمّة الناتو وأن يعزّز الحلف تعاونه وتضامنه في ظل الظروف الدولية الجديد والحرب في أوكرانيا والتطوّرات الأخرى”.

وتابع: “لهذا السبب، من المهّم للغاية أن تؤخذ مخاوف تركيا بشأن الإرهاب في الاعتبار خاصة وأن الناتو ليس منظّمة تعاون اقتصادي أو جمعيّة سياحيّة. الناتو هو تحالف أمني. لذلك، فعندما تثار قضيّة أمنيّة لدولة عضو يجب أن تؤخذ على محمل الجد”.

وأردف: “حتى في حالة قبول عضويّة بلدان جديدة يجب على هذه البلدان أيضاً مراعاة مخاوف الدول الأعضاء في الحلف واتّخاذ خطوات ملموسة في هذا الاتّجاه”.

-اعلان-



وحول الأنباء عن وجود استعدادات تركية لعمليّة عسكريّة جديدة عبر الحدود في شمال سوريا، قال قالن: “لقد اتّخذت تركيا الإجراءات اللازمة بوسائلها وقدراتها الخاصّة لتأمين الحدود السورية وستواصل بذل الجهود في هذا الاتّجاه”.

وذكر قالن أن تركيا “نفذت 3 عمليّات عسكريّة كبيرة ضد جميع التهديدات المنبثقة من سوريا بما في ذلك بي كا كا وواي بي جي وبي واي دي وداعش وغيرها” مشدداً أن هذه الإجراءات حق طبيعي لتركيا من أجل حماية أمن حدودها وسلامة مواطنيها.

ونوّه قالن أن “الدول الغربيّة لم تتجاوب بشكل إيجابي مع اقتراح الرئيس أردوغان خلال السنوات العشر الماضية بإنشاء منطقة آمنة في سوريا من أجل ضمان بقاء السوريين في بلادهم بدلاً من أن يتحوّلوا إلى لاجئين ومع ذلك فقد أنشأت تركيا بالفعل منطقة آمنة في مناطق مثل إدلب وعفرين مما سمح للسوريين البقاء هناك”.

-اعلان-



وتابع: “نقول دائماً لمحاورينا إن الوجود العسكري التركي في شمال سوريا يمنع ظهور موجات جديدة من الهجرة. لذلك، وبدلاً من انتقاد الوجود العسكري التركي هناك (شمالي سوريا) على الدول الصديقة والحليفة أن تكون ممتنّة لتركيا على هذه الجهود”.

وأردف: “أي موجة هجرة محتملة من إدلب وغيرها من المناطق (شمالي سوريا) لن تضرب تركيا فحسب بل ستصل أيضاً إلى كامل القارّة الأوروبيّة”.

واختتم قالن حديثه بالتأكيد على أن “تركيا غير قادرة على استقبال موجة جديدة من الهجرة، فذلك أكبر من إمكانياتنا وقدراتنا، كما أن أنقرة تبذل قصارى جهدها لضمان عودة اللاجئين السوريين في تركيا إلى بلدانهم ومناطقهم بطريقة آمنة وطوعية وكريمة، وستواصل بذل الجهود اللازمة في هذا الإطار”.