قال بولند يلدريم رئيس هيئة الإغاثة الإنسانية التركية (IHH): الهجوم الإسرائيلي على سفينة التضامن التركية أدى إلى هبوب رياح الحرية وسط الرأي العام العالمي واستنفاد عظمة إسرائيل.
وأضاف يلدريم مع حلول الذكرى السنوية الـ 11 للهجوم على “مافي مرمرة” أنه كان على متن السفينة رفقة ناشطين جاؤوا من عدّة دول وينتمون لأديان مختلفة، وأن إسرائيل هاجمتهم أثناء تواجدهم في المياه الدولية.
-اعلان-
وفي 31 مايو/ أيار 2010، شن سلاح البحرية الإسرائيلي هجوماً على سفينة التضامن التركية “مافي مرمرة” في المياه الدولية قرب شواطئ قطاع غزة عام 2010، وأسفر الهجوم عن استشهاد 10 متضامنين أتراك.
وأضاف: “لقد ساهم الصحفيون والناشطون الذين كانوا على متن مافي مرمرة في نقل معاناة الشعب الفلسطيني في غزّة للعالم أجمع.
فقد كانت إسرائيل تخشى من هذا الأمر بشكل جدي لأنها كانت تعمل على إظهار الفلسطينيين الذين قُتِلوا وأصِيبوا في مافي مرمرة على أنهم قتلة”.
وذكر أن متطوعي “مافي مرمرة” ينظمون أنشطة مختلفة حول العالم، وأن الهجوم الإسرائيلي جرى نقله إلى معظم بلدان العالم عبر النشطاء المشاركين.
بالإضافة إلى أن استخدام القوة المفرطة من قبل الجانب الإسرائيلي ضد النشطاء ظل عالقاً في الأذهان لسنوات عديدة.
وتابع: “في نهاية الأمر كانت السفينة تنقل نشطاء، وكان يمكن تحييدها بسهولة دون اللجوء لاستخدام القوة المفرطة عبر محاصرتها بعدة سفن، لاسيما أن النشطاء أعلنوا سلمية نشاطهم حتى عندما هاجمت إسرائيل السفينة”.
-اعلان-
وحول اللحظات الأولى للهجوم على السفينة قال يلدريم: “بدأت القوات الإسرائيلية بإطلاق النار فيما سقط عدد من الناشطين أرضاً بسبب تعرضهم لإصابات مختلفة.
وقد تمكن بعض النشطاء من انتزاع عدد قليل من الأسلحة التي كانت بحوزة الجنود لكننا لم نستخدمها قط، كنا نصيح أننا لن نلجأ للعنف حتى لو متنا، لأن هدفنا هو إظهار الإجرام الإسرائيلي للعالم”.
وزاد: “في تلك الأثناء كانت رياح الحرية تهب في أوساط الرأي العام العالمي، والهجوم الشرس باستخدام القوة المفرطة أدى في الواقع إلى استنفاد عظمة إسرائيل في لحظة”.
وحول العدوان الإسرائيلي الأخير على كافة الأراضي الفلسطينية، قال يلدريم إن جنود الاحتلال اعتدوا على مواطنين فلسطينيين كانوا يؤدون الصلاة في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان في انتهاك واضح وصريح لحرية العبادة.
وأشار إلى أن المسجد الأقصى يتعرض لهجمات متعمّدة، وأن حرية العبادة حق منصوص عليه في القانون الدوليز.
كما أصدرت الأمم المتحدة العديد من القرارات بشأن القدس الشرقية، إلا أن إسرائيل تواصل تعنتها ورفضها تنفيذ القرارات المشار إليها.
-اعلان-
وأكد أن قضايا تتعلق بالحقوق والقانون وحرية العبادة والحق في الحياة لا تعتبر قضايا ذات شأن بالنسبة لإسرائيل، مشدداً على أهمية مد يد العون لقطاع غزّة نظراً للأضرار التي لحقت به عقب الهجمات الإسرائيلية الأخيرة.
وأضاف: “(رئيس الوزراء الإسرائيلي بيامين) نتنياهو والجماعات اليهودية المتطرفة في إسرائيل يعرفون الواقع الديمغرافي في الأراضي المحتلة بشكل جيد.
ففي الوقت الذي يتزايد فيه عدد السكان الفلسطينيين بسبب معدل الولادات، تعمل إسرائيل على موازنة تلك الزيادة الطبيعية من خلال جذب اليهود من حول العالم لتوطينهم في الأراضي الفلسطينية”.
وقال مستدركاً: “في الواقع أنا أدعو اليهود إلى إنقاذ أنفسهم من مشروع نتنياهو والجماعات المتطرفة التي تعمل على تعزيز معاداة السامية واستغلال هذه القضية لمآرب سياسية”.
وكانت “مافي مرمرة” ضمن “أسطول الحرية”، وهو مجموعة من 6 سفن اثنتان منها تتبعان لهيئة الإغاثة الإنسانية التركية (IHH).
وحملت السفن الست على متنها نحو 10 آلاف طن من مواد الإغاثة والمساعدات الإنسانية، إضافةً إلى نحو 750 ناشطاً حقوقياً وسياسياً، بينهم صحفيون يمثلون وسائل إعلام دولية.