قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في مقابلة مع قناة “إن تي في” التركية حول تنظيم “واي بي جي/ بي كي كي” الإرهابي إن تركيا والولايات المتحدة كانتا في موقفين متعارضين تماماً بخصوص التنظيم.
وأضاف: “هذه قضية وجودية تتعلّق بأمننا القومي، لذلك نحن دولة أخذت هذه القضية بأعلى قدر ممكن من الجدية”.
وأردف “لقد استخدمنا الأدوات العملياتية في الميدان والأدوات الدبلوماسية على الطاولة بكل جدية. والآن لا يزال موقفنا كما هو دون أي تغيير”.
وأشار إلى أن المعارضة السورية تقاتل النظام منذ سنوات طويلة وتعرّضت لظلم وخسائر لا تصدّق، إلا أنها استعادت سوريا الآن وبطبيعة الحال سوف يتخذون الخطوات اللازمة لضمان سلامة البلاد.
وأضاف: “نعتقد أن تنظيم واي بي جي لن يكون قادراً بعد الآن على إيجاد أرضية كبيرة في سوريا نتيجة للخطوات التي ستتخذها الإدارة في دمشق لضمان سلامتها الوطنية والإقليمية”.
وأكّد أن القضاء على تنظيم “واي بي جي” الإرهابي هو هدف استراتيجي بالنسبة لأنقرة، قائلاً: “بعبارة أخرى، إما أن يحل نفسه أو يتم القضاء عليه”.
وأوضح: “بالطبع هناك محددات معينة وأعتقد أنه سيكون من المفيد التعبير عنها. أولاً، رغم أن وسائلنا وإمكانياتنا قادرة على القضاء على التنظيم فإننا سننتظر أولاً الخطوات التي سيتخذها الأشقاء في سوريا للقضاء على هذا التهديد من خلال اتخاذ خطوات تضمن سلامة أراضيهم ووحدتهم الوطنية”.
وأضاف “من ناحية أخرى، بينما يتم القضاء على تنظيم واي بي جي ينبغي ألا يتعرّض الأكراد الذين يعيشون في المدن العريقة في المنطقة منذ قرون طويلة للأذى، لأن القمع الذي مارسه التنظيم ضد العرب والأكراد واضح دائماً حيث يفرض سيطرته عليهم بإبقائهم تحت الضغط”.
-اعلان-
وشدّد في المقام الأول على ضرورة أن يغادر مسلّحو التنظيم الإرهابي غير السوريين الأراضي السورية في أقرب وقت.
وأردف: “في المرحلة الثانية، يجب على مستوى قيادة التنظيم بأكمله بما في ذلك أولئك السوريون مغادرة البلاد”.
ولفت إلى ضرورة أن تقوم العناصر ممن لا تنتمي لتنظيم “بي كي كي” الإرهابي بإلقاء السلاح والعودة إلى حياتهم الطبيعية في سوريا بالاتفاق مع الإدارة الجديدة.
وأشار إلى أن الغرب جعل من تنظيم “واي بي جي” حارساً على تنظيم “داعش” الإرهابي، لافتاً إلى ضرورة أن تقوم الدول الغربية بتسلم مواطنيها المنخرطين في داعش.
وأوضح أن تنظيم “بي كي كي” يبتز الدول الغربية من خلال عناصر “داعش”، الأمر الذي أدى إلى قيام الأمريكيين والأوروبيين بالتغاضي عن التنظيم بل ومناشدة تركيا عدم تنفيذ عمليات ضد “واي بي جي”، وأضاف: “لكن في الحقيقة ما يقوم به التنظيم ليس مكافحة داعش إنما حراسة معتقلي داعش”.
وشدّد على أن سوريا باتت لاعباً دولياً مستقلاً، وأنها لن تعترف بتنظيم “واي بي جي” الإرهابي.
ورداً على سؤال حول عودة اللاجئين السوريين، قال فيدان: نثق بالفطرة السليمة لأشقائنا السوريين والإدارة الجديدة في سوريا، بالطبع يريد الجميع العودة إلى وطنهم حيث ينتمون، ومع تحسّن الظروف هناك أعتقد أن عمليات العودة ستزداد”.
وأضاف “أعتقد أن أشقائنا السوريين الذين أسّسوا حياة جديدة في تركيا سيغيرون نظام الحياة هذا تدريجياً وليس بشكل فجائي، وسيتخذون خطوات جديدة نحو تأسيس حياة مختلفة مجدّداً في سوريا”.
-اعلان-
ولفت فيدان إلى الاجتماع المزمع عقده في الأردن السبت بشأن سوريا، حيث قال إنه ستشارك فيه دول الجوار السوري ودول المنطقة ودول أوروبية والولايات المتحدة، وستتم خلاله مناقشة الوضع في سوريا والإدارة الجديدة.
وحول لقائه نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن في أنقرة، لفت إلى أنه بحث معه أيضاً ضرورة تنفيذ وقف إطلاق النار في غزة في أسرع وقت ممكن.
وأشار إلى عدة سيناريوهات محتملة حول غزة مع تولي الرئيس المنتخب دونالد ترامب السلطة في الولايات المتحدة.
وقال “قد يكون هناك سيناريو إيجابي يتم فيه وقف إطلاق النار وتبدأ الظروف الإنسانية في التحسّن، كما من الممكن أن تواصل إسرائيل سياساتها التوسّعية وتطلق عملية جديدة تضم الضفة الغربية أيضاً”.
وأضاف: “ثمة دلائل تشير إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يريد زيادة توسّعه إذا تلقى الإشارة والدعم الذي يريده من إدارة ترامب”.
وصرّح فيدان: “ننتظر الآن نتائج وقف إطلاق النار الراهن في لبنان، على الرغم من إعلان وقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً إلا أن إسرائيل تنتهك هذا الوقف من وقت لآخر، وسنرى ما إذا كان سيستمر بعد 60 يوماً”.
وشدّد فيدان أنه يجب أن يكون هناك “أمل” في غزة رغم كل شيء.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 151 ألف قتيل وجريح فلسطينيين معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.