قال رئيس وزراء ولاية شمال الراين-وستفاليا الألمانية هندريك فوست إن تركيا دولة غنية من ناحية الأعراق والثقافات المختلفة وإن ملايين الأتراك الذين يعيشون في الولاية يشكلون ثراءاً كبيراً بالنسبة لها ويساهمون في تحقيق النهضة الاقتصادية بالبلاد.
-اعلان-
وتوّلى هندريك فوست منصب رئاسة وزراء الولاية في 27 أكتوبر/ تشرين الأول 2021 عقب استقالة سلفه أرمين لاشيت لترشحه في الانتخابات البرلمانية الفيدرالية عن حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي وسيكون فوست مرشحاً عن الحزب نفسه في انتخابات الولاية التي ستجري في 15 مايو/ أيار الجاري.
وتحدّث فوست في مقابلة معه عن أوضاع المواطنين الأتراك بالولاية وعن أبرز الوعود الانتخابية لهم وعن أهمية دور المهاجرين في الولاية وفي كل ألمانيا.
وأكّد فوست أنه يولي أهمية كبيرة للتحول الرقمي في التعليم الذي يراه مفتاح التقدم للمجتمعات مبيناً أنهم وظفوا 10 آلاف معلم ويخططون لتوظيف 10 آلاف إضافيين.
وأضاف أنه يرى أن تعليم اللغة التركية في المدارس كلغة أم أو كلغة أجنبية اختيارية سيكون خطوة مهمة وصائبة للاستفادة من إمكانيات تعدد اللغات بالولاية.
وأشار إلى أنه تعرف على عدد كبير من الأتراك طوال حياته المهنية من مختلف مناطق تركيا ويرى أنهم يشكلون ثراء كبيراً.
وتابع: “يعيش في ولايتنا ملايين الأتراك ونحن نفتخر بقدوم الملايين من كل بقاع العالم للعمل والتعلم والعيش معنا”.
وأوضح فوست أن ألمانيا دولة هجرة واندماج وأن ثلث السكان بولاية شمال الراين وستفاليا ينحدرون من أصول مهاجرة.
-اعلان-
وأفاد بأن هذا التنوع يعد فرصة مهمة للمجتمع من الناحية الاقتصادية والاجتماعية وأن المهاجرين يقدمون مساهمات كبيرة في النهضة الاقتصادية لألمانية.
واستطرد: “في ولاية شمال الراين- وستفاليا وحدها هناك 175 ألف شخص من أصحاب المهن الحرة من أصول مهاجرة، كما أن ربع رواد أعمال ينحدر من عائلات مهاجرة وهؤلاء الأشخاص يوفرون آلاف فرص العمل.”
وأكّد فوست أنه يعتقد أن للهجرة أهمية اقتصادية وثقافية وديمغرافية كبيرة بالنسبة لولايته وأنه سيركز على ذلك في برنامجه الانتخابي.
وحول الاعتداءات التي تستهدف المسلمين والأتراك في ألمانيا شدّد فوست على أن حكومة الولاية تدين كل أشكال التمييز والعنصرية والاعتداء وتتخذ ضدها خطوات جادة حازمة مؤكداً أنه لا مكان للعنصرية والكراهية في ولاية شمال الراين- وستفاليا.
وزاد: “الاعتداءات التي وقعت مؤخراً على المساجد ومقابر المسلمين أحداث عنصرية تخلق مناخاً من الخوف وتقضي على العيش المشترك.”
ولفت أنهم يكافحون التمييز في سوق العمل ضد الأشخاص المنحدرين من أصول مهاجرة.
وحول السماح برفع آذان صلاة الجمعة من مكبرات الصوت في إطار مشروع أطلقته بلدية كولن الألمانية، قال فوست إن رفع الآذان من مكبرات الصوت يمكن أن يساهم في تحقيق المواءمة والانسجام بين المسلمين وغير المسلمين في المدينة.
-اعلان-
وأردف أن تاريخ هجرة الأشخاص من منتسبي الأديان المختلفة إلى ولاية شمال الراين- وستفاليا يعود إلى سنوات طويلة، مؤكداً أن المعجزة الاقتصادية الألمانية ما كانت لتتحقق لولا المهاجرين.
وأشار إلى أنه شخصياً وحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي ينتسب إليه يوليان أهمية كبيرة للحريات الدينية وحرية المهاجرين في ممارسة شعائر أديانهم.