حقّقت الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في تركيا التي جرت أمس الأحد نسبة مشاركة قياسية بلغت نحو 90 بالمائة متفوّقة على أكبر الديمقراطيات في العالم.
ففي الرئاسيات أعلنت الهيئة العليا للانتخابات في تركيا حصول أردوغان مرشّح تحالف الجمهور على 49.51 بالمئة من الأصوات مقابل 44.88 بالمئة لمرشّح تحالف الأمة كمال قليجدار أوغلو وذلك بعد فرز 100 بالمئة من الأصوات في الداخل.
وتشير نتائج الانتخابات البرلمانية التركية التي أجريت مع الاقتراع الرئاسي إلى تقدّم تحالف الجمهور الذي يضم حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية وأحزاباً أخرى بنسبة 49.37 بالمئة بعد فرز 99 بالمئة من أصوات الناخبين في حين حصل تحالف الشعب المعارض بقيادة كمال كليجدار أوغلو على 35.12 بالمئة من أصوات الناخبين.
-اعلان-
وبذلك تأجّل حسم الانتخابات الرئاسية إلى الجولة الثانية المقرّرة يوم 28 مايو/أيار.
وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات أمس 88.92 بالمائة وبهذه النسبة تتفوّق تركيا على كبرى الدول الديمقراطية العريقة في العالم.
ففي الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2020 والتي سجّلت الولايات المتحدة فيها أعلى نسبة مشاركة في القرن الواحد والعشرين بلغت حينها نسبة إقبال المواطنين المؤهّلين للتصويت 66.8 بالمائة بحسب ما أكّد مكتب الإحصاء الأمريكي.
كذلك الانتخابات الفرنسية لعام 2022 فقد بلغت نسبة المشاركة في الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية 63.23 بالمئة وفق ما أعلنت وزارة الداخلية أي أقل بنقطتين مقارنةً بالدورة الثانية في انتخابات 2017.
وفي الانتخابات الألمانية التي أفضت إلى اختيار أولاف شولتس مستشاراً للبلاد خلفاً لأنجيلا ميركل فقد بلغت نسبة الإقبال على الانتخابات 76.6 في المائة.
أما إسرائيل التي تصف نفسها أكبر ديمقراطية في الشرق الأوسط بلغت نسبة المشاركة في انتخاباتها التشريعية نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي 47.5 بالمائة وكانت الأعلى منذ عام 1999 بحسب لجنة الانتخابات في البلاد.
“إقبال كبير”
رحّبت الخارجية الألمانية بالإقبال الكبير للمواطنين الأتراك على المشاركة في الانتخابات الرئاسية والتشريعية.
وقالت متحدّثة الخارجية أندريا ساسي في مؤتمر صحفي الاثنين إن الإقبال الكبير أظهر أن المواطنين الأتراك “يولّون أهمية كبيرة للمعايير الديمقراطية ويستفيدون منها”.
بدوره، أشاد متحدّث الحكومة الألمانية ستيفن هيبيستريت بـ “الانتخابات الديمقراطية” في تركيا.
-اعلان-
“احترام إرادة الشعب”
وأكّد وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني على احترام بلاده لإرادة الشعب التركي التي تجلّت في الانتخابات التي أجريت الأحد.
وقال في مقابلة مع صحيفة “Il Messaggero” إن تركيا مستمرة في كونها “أحد اللاعبين الرئيسيين في الناتو (حلف شمال الأطلسي) وفي (جهود) الاستقرار في البحر المتوسّط”.
“انتصار الديمقراطية”
الخارجية الإيرانية اعتبرت أن الإقبال الواسع على الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية هو “مؤشّر على انتصار للديمقراطية” في هذا البلد.
فقد أعلن المتحدّث بإسم وزارة الخارجية ناصر كنعاني أن نسبة مشاركة الشعب التركي الواسعة في الانتخابات الرئاسية هي “مؤشّر على انتصار الديمقراطية” في هذا البلد.
وهنّأ الشعب التركي ومنظّمي الانتخابات والقادة والأحزاب السياسية في تركيا على هذه المشاركة الواسعة في الانتخابات التركية متمنّياً لهم مستقبلاً أفضل بعد هذه الانتخابات.
“مكسب كبير”
بدورها، وصفت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ارتفاع نسبة المشاركة بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي جرت في تركيا الأحد بأنها “مكسب كبير”.
وقالت خلال مؤتمر صحفي عقدته مع رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي كارل ميشيل: “المشاركة الكبيرة في هذه الانتخابات نبأ جيد حقيقةً، لأن هذا يظهر التزام الشعب التركي بالإدلاء بأصواتهم عبر استخدام حقوقهم وتقديرهم للمؤسّسات الديمقراطية”.
تجدر الإشارة إلى نسبة المشاركة في انتخابات تركيا عام 2018 بلغت نحو 86.24 بالمائة وكانت تعد آنذاك رقماً قياسياً تفوّق على كبرى الديمقراطيات في العالم وفق صحف غربية وعالمية.