تقرير: اليونان قلقة من اقتراب أنقرة من القاهرة

0
891

نقلاً عن صحيفة العربي الجديد القطرية, اليوم (الثلاثاء), في تقرير حول أهم محاور المحادثات بين وزير الخارجية اليوناني نيكوس دندنيس ونظيره المصري سامح شكري, تم الكشف عن نقاط من محادثات أنقرة – القاهرة.

-اعلان-



قال دبلوماسيون مصريون لـ”العربي الجديد ” إن الموضوع الرئيسي للمحادثات بين وزير الخارجية المصري سامح شكري ونظيره اليوناني نيكوس ديندياس في القاهرة يوم الأحد هو التطورات الجديدة في العلاقات بين القاهرة وأنقرة, حيث كانت أثينا في السابق قريبة من مصر وتركيا. حيث أعرب وزير الخارجية اليوناني عن قلقه من التقارب من مصر وتركيا.

وتشير صحيفة العربي الجديد إلى أن هذه هي الزيارة الثانية لوزير الخارجية اليوناني إلى القاهرة خلال الشهرين الماضيين.

كما كتبت أن هذه الزيارة ترجع إلى تصريحات المسؤولين الأتراك حول التقدم “الكبير” على الصعيد الدبلوماسي والأمني.

المحادثات مع مصر, وكذلك الخطوات التي اتخذت في تركيا لوقف الهجمات الإعلامية على القاهرة, على الرغم من أن مصر لا تزال محافظة في خطابها للمسؤولين ووسائل الإعلام.

خلقت القضية, بحسب العربي الجديد, غموضاً لقبرص واليونان ودول أخرى لها جذور سلبية ضد تركيا.

-اعلان-



وتواصل الصحيفة القطرية اليومية أن قضايا مثل مستقبل العلاقات المصرية التركية وتأثيرها على العلاقات مع اليونان وقبرص, وما إذا كان يمكن لتركيا الانضمام إلى اتحاد غاز شرق المتوسط, هي الموضوعات الرئيسية لمحادثات وزير الخارجية المصري مع نظيره اليوناني.

إلا أن التصريحات الرسمية للوزراء تجاهلت هذه القضايا واكتفت بالإشارة إلى تعزيز العلاقات الثنائية ومعرفة الوضع في ليبيا.

وقال دبلوماسيون مصريون إن الوزير اليوناني والوفد المرافق له طرحوا مراراً أسئلة حول “ضمانات تريد مصر الحصول عليها من تركيا بشأن القضايا الإقليمية, فضلا عن تأكيدات خاصة بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لمصر ووقف الهجمات الإعلامية عبر القنوات في تركيا.”

وأضافت المصادر أن الجانب المصري كشف للمرة الأولى خلال اجتماع الأحد أن “مناقشات على مستوى متقدم حول الانسحاب الشامل للقوات التركية من ليبيا والتزام البلاد بعدم التدخل عسكرياً في الشأن الليبي باعتباره أمراً استراتيجياً”.

وأكد أن “مصر تتوغل في عمق غرب البلاد مقابل جهود مصر وتركيا لدعم قوة سياسية في ليبيا تصب في مصلحة الطرفين”.

-اعلان-



كما أشارت المصادر إلى أن مصر أبلغت اليونانيين بأي تهديد محتمل لمصالح الإمارات وفرنسا, الحليفين الرئيسيين لمصر في ليبيا, ودول أخرى قلقة من التدخل التركي والتأثير السياسي لهذه الخطوة على البرلمان الليبي والانتقالي.

وقالت الحكومة “ستأخذ في الاعتبار مصالح أبوظبي وباريس وتبقيهما على اطلاع بآخر المستجدات في هذه المحادثات”.

وبحسب هذه المصادر, حول مسألة عدم مشاركة مصر في الجمعية التي عقدت يوم الجمعة الماضي في قبرص, الذي شاركت فيه أثينا وأبو ظبي وتل أبيب ونيقوسيا, “قرار مصر اتخذ في سياق إرساء الأساس والتعبير عن حسن النية بين أنقرة والقاهرة في ضوء اللقاءات الاستخبارية بين أنقرة والقاهرة”.

وأضاف أن “تركيا اعتمدت بشكل كبير على اتفاق لدعم موقفها في مواجهة اليونان من أزمة الحدود البحرية بين البلدين”.

وقالت المصادر أيضاً إنه نظراً لاتساع المسافة بين القاهرة وأثينا, بدأت اليونان جهوداً لترسيم حدودها البحرية مع ليبيا, الحليف الاستراتيجي لتركيا, والتي وصفها دبلوماسيون مصريون بأنها “مخيبة للآمال”.

وذلك بهدف وضع الضغط على أنقرة في حالة الاقتراب من مصر. التقارب, إذا تم القيام به, من شأنه أن يضعف موقف اليونان في المستقبل.

-اعلان-



كما توقع دبلوماسيون مصريون أن التحالف بين أثينا والقاهرة لن يكون قوياً كما كان من قبل, نظراً لتورط تركيا فيما يتعلق ببعض مطالب القاهرة من أنقرة, بما في ذلك القنوات التلفزيونية المعادية لمصر, حيث أن تحركات تركيا في هذا الصدد قد أرضت مصر.

وقال إن هذه الخطوة ستؤدي إلى اتفاق مع أنقرة حول الشرق الأوسط وبالتالي تحالف بين مصر واليونان وقبرص.

وبشأن قضية الغاز, قالت مصادر مصرية إن اليونان وقبرص والاحتلال الإسرائيلي ليس لديهم مشكلة في انضمام تركيا إلى اتحاد غاز شرق المتوسط.

لكن مصر جعلت تركيا مشروطة بالانضمام إلى الاتحاد.

الشروط التي أبلغت القاهرة اليونان بشأنها, بما في ذلك التنسيق الكامل مع آليات الحفر والاكتشاف والإسالة والإجراءات وأسعار البيع بين الدول.

إلا أن كل هذه القضايا تُركت على طاولة المفاوضات بين مصر وتركيا حتى يتم الاتفاق على أهم البنود والعلاقات المباشرة بين البلدين.

-اعلان-



يكتب العربي الجديد أنه في ظل التوقعات المتناقضة للعديد من الوكالات الاقتصادية في المنطقة والعالم, وكذلك الشركات الناشطة في اعتماد أوروبا المستمر على الغاز والمنتجات الهيدروكربونية في العقود الآجلة, فإن ذلك يصب في المصلحة المشتركة لجميع الأطراف. لدعم سوق المحروقات وتسريع الجهود اكتشاف واستخراج وتوقيع اتفاقيات الحفر والاستيراد.

وتضيف الصحيفة القطرية, من ناحية أخرى, أن انضمام تركيا إلى اتحاد غاز شرق المتوسط ​​يعد هدفاً طبيعياً لأنقرة, حيث يضمن مشاركتها في صنع القرار الاقتصادي في المنطقة, ومن ناحية أخرى, استخدام تركيا في التعامل مع الولايات المتحدة وروسيا, ويحمي المنطقة ووجودها الاستراتيجي.

إضافة إلى ذلك, نقل العربي الجديد عن المصادر قولها إن تركيا تميل إلى ربط النقاش حول فرص وشروط الانضمام إلى اتحاد غاز شرق المتوسط ​​بقضية أخرى مهمة: مثل ترسيم الحدود البحرية.

وهي قضية وصفتها مصادر مصرية بـ “الهدف المفضل للبلدين”. لكن الاتصالات الحالية بين الجانبين تجعل هذا ممكناً وسهلاً في المستقبل.

وقالت المصادر إن “المحادثات المصرية التركية ما زالت تدرس مشاركتها مع إسرائيل في مشروع طموح لتصدير الغاز إلى أوروبا, بالنظر إلى أن مصر واسرائيل الآن هم المالك الرئيسي لأكبر حقل غاز في المنطقة”.