تركيا.. خبراء يحذّرون من تداعيات تراجع معدّلات تساقط الثلوج

0
518

حذّر خبراء أتراك في مجال البيئة من تداعيات تصيب النباتات بسبب تراجع معدّلات تساقط الثلوج في النصف الشمالي من الكرة الأرضية بينها تركيا.

وتطرّق عضو الهيئة التدريسية بمركز أبحاث وتطبيقات تغيّر المناخ وسياساته في جامعة البوسفور مراد توركش إلى تراجع عدد الأيام التي تتساقط فيها الثلوج وسماكتها على الأرض وسرعة ذوبانها في النصف الشمالي من الكرة الأرضية.

ويشكّل ذوبان الثلوج في فصل الربيع بحسب توركش رافداً مهماً لتغذية المياه الجوفية قائلاً: “الثلوج بعد ذوبانها تغذّي المياه الجوفية وتشكّل رافداً لملء البحيرات الطبيعية والبحيرات الاصطناعية وراء السدود ليتم استخدامها لاحقاً من أجل الشرب والري وتوليد الطاقة”.

-اعلان-



ويوضّح أن الغطاء الثلجي يحمي النباتات من الصقيع قائلاً: “عدم تساقط الثلوج يعني أن الصقيع سيصل لمستويات أعمق في التربة ما يعني إلحاق الضرر بجذور الأشجار والنباتات البرية والنباتات الزراعية”.

وتفيد الدراسات التي أجراها فريق توركش بأن قصر مدة الغطاء الثلجي يؤخّر نمو النباتات بسبب حماية الثلوج للنباتات من التغيّر المفاجئ في درجات الحرارة ومن الحشرات الضارة.

وقال توركش: “تساقط الثلوج بات مقتصراً على القمم المرتفعة وفي الكثير من دول النصف الشمالي للكرة الأرضية ومن بينها تركيا تراجعت مدة بقاء الثلوج بعد تساقطها وقلّت كثافتها والمساحة التي تغطيها والسبب الرئيسي لهذا هو تغيّر المناخ”.

والغطاء الثلجي يشكّل مصدر رطوبة للنباتات وبفقدانها سيلحق ضرر كبير بالنظام البيئي الطبيعي والزراعي وقال الخبير: “هذا العام يشهد جفافاً من جهة وارتفاع معدّلات التبخّر من جهة ثانية وتركيا ودول جنوب أوروبا ستشهد ارتفاعاً في معدّلات درجة الحرارة”.

وباستثناء شمال وشمال شرقي تركيا فإن معدّلات تساقط الثلوج في عموم تركيا ستتراجع دون المعدّل الوسطي بحسب توركش.

ومن جانب آخر أكّد يوسف سرانغيل البروفسور في قسم هندسة الغابات بجامعة جراح باشا التركية أنّ الثلوج تشكّل فائدة أكبر للمياه الجوفية من الأمطار.

وأوضح سرانغيل أن أشهر الصيف بين يونيو/حزيران وسبتمبر/أيلول لا تهطل فيها الأمطار وهنا تأتي أهميّة الثلوج التي تغذّي الأنهار والمياه الجوفية بذوبانها من قمم الجبال المرتفعة كجبال طوروس قرب البحر المتوسّط وجبال قشقار قرب البحر الأسود.

وقال: “في الأعوام المقبلة قد نشهد مجاري أنهار ووديان جافة تساقط الثلوج يعني تدفّق مجاري الأنهار طوال العام”.

وأضاف أن ارتطام قطرات المياه بالتربة يتسبّب بتعريتها أمّا الثلوج فلا تسبّب ذلك نظراً لذوبانها البطيء.