بطراز قروسطي.. مهندس تركي يحوّل حظيرة إلى مطعم

0
646

في منطقة كبادوكيا التاريخية وسط تركيا أبدع المهندس معمّر أرينال في تحويل بناء كان يستخدم حظيرة للحيوانات في العهد العثماني إلى مطعم ينقل زبائنه إلى القرون الوسطى بتصميمه الفريد.

-اعلان-



حكاية أرينال مع مطعمه المميّز بدأت قبل 20 عاماً عندما اشترى المبنى التاريخي في ولاية نوشهير (وسط) عقب تخرّجه من كلية العمارة في جامعة يلديز التقنية عام 1987.

في العهد العثماني كان البناء التاريخي يُستخدم حظيرةً للحيوانات ثم تحوّل لمكتب بريد في بداية تأسيس الجمهورية التركية.

وبعد استصدار الأذونات اللازمة بدأ المهندس المعماري التركي بعمليّات ترميم المبنى واتّخذه مسكناً له لمدة 15 عاماً.

وبدأ أرينال المغرم بالطراز المعماري القروسطي بتأثيث المبنى بتجهيزات تعود لروح تلك الحقبة بالتواصل مع أصحاب الحرف في عدة ولايات.

بعد 15 عاماً من الإقامة فيه قرّر أرينال تحويل المبنى إلى مطعم بطابع قروسطي مستفيداً من الشهرة العالمية والإقبال الكبير الذي حظيت به كبادوكيا كونها معلماً سياحياً.

-اعلان-



والحقبة القروسطية الدافئة أو الفترة الأمثل من المناخ القروسطي هي تسميات للمناخ الحار في منطقة شمال الأطلسي التي قد تترافق أيضاً بأحداث مناخيّة أخرى في جميع أنحاء العالم خلال تلك الفترة بما في ذلك الصين ونيوزيلندا وغيرها من البلدان واستمرت بين حوالي 950 – 1250م.

بأزياء قروسطية يستقبل العاملون في المطعم الزبائن والسيّاح الذين يظهرون انبهاراً بأثاث المطعم وأجوائه الخاصة حيث ينقلهم من خلالها إلى القرون الوسطى.

ويضم المطعم كما كافّة الأبنية التاريخية في كبادوكيا غرفاً حُفرت في الجبال إضافة إلى نفق.

وأكّد أرينال حرصه الدائم في جولاته داخل البلاد وخارجها على زيارة المتاحف والأماكن التاريخية والقلاع والمدن الأثرية تحت الأرض.

-اعلان-



وقال: “أنا مهتم جداً بتاريخ القرون الوسطى وأحرص على قراءة الكتب ومشاهدة الوثائقيّات إنها الحقبة الزمنية المفضّلة لدي وأشعر أنني عشت فيها وخاصّة عند ركوبي الخيل هذا الشعور فريد بالنسبة لي”.

وأوضح أنه في فترة وباء كورونا قام بصنع السيوف والأعلام وغيرها من المعدّات والرموز التي تعود للقرون الوسطى من أجل مطعمه.

وقال: “استعنت بصناعة بعض المعدّات بأصحاب المهن إلى جانب بحثي المكثف في الوثائق والكتالوجات من أجل أن تكون قريبة من الشكل الحقيقي قدر الإمكان”.

السائح الروسي أندريه كوركين أشار إلى أنه وأصدقاءه أُعجبهم المطعم كثيراً وأنهم تجوّلوا في كافّة غرفه.

-اعلان-



وقال: “أعجبت كثيراً بالاهتمام الكبير بالتفاصيل الدقيقة للمطعم لا ينبغي تقييم هذا المكان بأنه مكان تجاري المكان يلامس قلب وروح الإنسان”.

أما السائحة الأذربيجانية ليلى أحمدوفا فقالت إن المكان ينقلها إلى قرون غابرة وأردفت: “أعجبني المطعم كثيراً كنت أشاهد هذه الأماكن في الأفلام فقط أما الآن فأشعر أنني داخل مشهد من هذه الأفلام”.

تجدر الإشارة إلى أن صخور كبادوكيا الكلسية سهلة الحفر وقد تشكّلت من رماد وحمم نفثتها البراكين المحيطة بها.

أما مداخن الجنّيات أو ما يطلق عليها في الصحاري العربية “موائد الشيطان” فتشكّلت بعوامل النحت والتعرية لترسم لها أشكالاً غريبة ومدهشة.

-اعلان-



واستغل البشر ما صنعته عوامل الطبيعة ليتخذوا من صخور كبادوكيا مساكن لهم وملاجئ في أوقات الحروب.