إسطنبول تستضيف مؤتمراً دولياً لمكافحة العنصرية والطائفية

0
160

عقدت منظمة “متحدون ضد العنصرية والطائفية” السبت المؤتمر الدولي الأول لمناهضة التمييز العنصري والتعصّب الطائفي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مدينة إسطنبول.

المؤتمر عقد في جامعة صباح الدين زعيم بالتعاون مع مركز دراسات الإسلام والشؤون الدولية بالجامعة بمشاركة مفكّرين وباحثين وعلماء من دول عدة، ويستغرق يوماً واحداً لبحث أوراق بشأن الطائفية والعنصرية.

ويهدف المؤتمر بحسب المنظمة إلى مكافحة التعصّب الطائفي والعنصري بجميع أشكاله وكشف الانتهاكات المرتبطة به والتوعية العامة بأمراضه والعمل على تعزيز قيم التسامح والمواطنة.

الأمين العام للمنظمة عبد الكريم بكار قال في كلمته إن “طوفان الأقصى قد تكون له آثار مؤلمة لنا جميعاً لكن ثقوا بأنه به بدأ العد التنازلي لزوال دولة الاحتلال والاغتصاب والعنصرية، وبدأ تاريخ جديد قد يطول العد قليلاً ولكنه فعلاً قد بدأ والعالم كله بدأ يتغيّر”.

وأضاف “المنظمة هي امتداد لمبادئ أخلاق وقيم لحلف الفضول الذي عقد في الجاهلية وحضره النبي (محمد صلى الله عليه وسلم) مع أعمامه وكان يقوم على مبدأ كريم عظيم، على أن يقف الناس في مكة مع المظلوم بوجه الظالم أبد الدهر”.

وزاد: “خلقنا الله مختلفين على مستوى الأفكار والعقائد والأفهام والأهواء والمصالح وهو معقد الابتلاء في حياتنا الاجتماعية، إن اختلافنا في الرؤية الإسلامية من أجل أن نتكامل ونتعاون على البر والتقوى والخير ومكافحة الشرور والسلام هو الأصل بين الشعوب”.

وتابع: “ليس لدينا أي إشكال مع من يختلف معنا، خلافنا مع فريق واحد هي الجهة التي تعتدي ونحن مأمورون بأن نقف في وجه المعتدي حتى لو كان مسلماً، يجب أن يقاتل الباغي كائناً من كان”.

-اعلان-



وأوضح أن “الإنسانية تقوم على 3 مبادئ، الأول هو الوقوف بوجه الظلم بغض النظر عن الظالم، والثاني هو العدل وإيصال الحقوق لأصحابها مهما كان موقفهم، والثالث هو الإحسان. هذه الأمة قامت على الإحسان”.

وختم بكار بقوله: “أرجو من الله أن يكون لنا كل عام مؤتمر دولي يتناول قضية من قضايا العنصرية والطائفية، ولدينا 16 ورقة محكمة بالمؤتمر ستطبع في كتاب وتنشر من أجل الاستفادة”.

من ناحيته، قال رئيس جامعة صباح الدين زعيم أحمد جواد أجار إن “من أبرز أسباب عدم وجود رد الفعل الدولي الكبير على ما يجري من مأساة في غزة هي أسباب عقائدية ومذهبية ومناطقية وأسباب مختلفة تجعل الإنسانية تصمت أمام الظلم الذي يجري ومكافحته”.

وأكمل: “نجد العالم الإسلامي اليوم محكوماً بالشعبوية، وهو متنوّع ليس للتفرّق بل للثراء.. ونحن كمسلمين نكون أقوى متّحدين إلا أننا لم نستطع تأسيس هذا التوّحد”.

و”متّحدون” منظمة فكرية ثقافية عالمية ذات نشاطات عملية متنوّعة تأسّست عام 2022، وتضم شخصيات من مختلف الاختصاصات العلمية والعملية من الفاعلين في الشأن العام والمؤثّرين فيه.

بدوره، قال سامي العريان مدير مركز دراسات الإسلام والشؤون الدولية بجامعة صباح الدين زعيم إن المركز انطلق عام 2017 و”رسالته ورؤيته تتعلّق بالأمة الإسلامية”.

وأضاف في كلمة أن “قضايا العنصرية والطائفية والشعوبية والعلمانية الصرفة والقومية الضيّقة التي تعاني منها الأمة الإسلامية كانت صلب المؤتمر الأول للمركز”.

وأردف: “العدو عندما وصل للأمة عرف أمراضها والصهيونية هي في قلب التحدّيات وهي حركة بدأت قبل أكثر من قرن أرادت أن تأخذ مركز العالم الإسلامي وأصبحت هي التحدي الأكبر”.

-اعلان-



ودعا العريان إلى “عدم الدخول في القضايا التي تفرّق الأمة والتفرّغ لمواجهة العدو”.

كما تحدّث عصام البشير نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، قائلاً إن “المسألة المطروحة – وهي الاتحاد في مجابهة العنصرية والطائفية – لها في جذورنا الفكرية أصول ومنطلقات ولها في تجربتنا الحضارية مشاهدات ولها في تحدياتها العملية مقاربات”.

وبيّن البشير في كلمته أنه “من حيث الأصول هناك مرتكزات للعيش المشترك وهي الإيمان بالعمل المشترك والكرامة لمطلق بني البشر والأخوة الإنسانية إعمالها أولى من إهمالها”.

طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي سابقاً، قال في كلمته “استغلت الطائفية بشكل ماكر من قبل قوى عالمية وإقليمية ووظّفت لأغراض سياسية في التمدّد وبسط النفوذ ما أدى لزعزعة الأمن والاستقرار وضياع فرص التقدّم والتنمية والازدهار في بلداننا وأوطاننا ولهذا فإن المهمة الجليلة ليست ولن تكون مهمة سهلة”.

وأضاف: “يفترض بالتنوّع أن يكون مصدراً لإثراء الثقافات وتحسين التعايش والتعارف وأن يكون نعمة ولكنه في واقع الحال بات نقمة”، معتبراً أن “التهميش والإقصاء وحرمان الآخر من حياة حرة كريمة ظاهرة قديمة متجدّدة ومتجذّرة في الثقافات والسلوك والسياسات وهي مرض مزمن لا زالت البشرية تعاني منه”.

وفي كلمته، ذكر عمار عميش عضو مجلس أمناء اتحاد المنظمات الإسلامية في الولايات المتحدة، “أصدرنا تقريراً عن الجرائم والتحدّيات التي يواجهها المسلمون في أمريكا ووجدنا أرقاماً صعبة وتجعلنا نقف أمام هذا التحدي”.

وأوضح: “سجّلنا أكثر من 8 آلاف حالة العام الماضي نصفها في آخر 3 أشهر بعد طوفان الأقصى، والسنة الحالية هي الأكثر تسجيلاً للانتهاكات، وجلّها شكاوى ضد جرائم كراهية وعنصرية”.

وشهدت الجلسة كلمات أخرى وإلقاء أشعار من قبل وليد الطبطبائي عضو مجلس النوّاب الكويتي السابق، ورئيس جامعة طرابلس اللبنانية رأفت ميقاتي، والمحامي عبد الحليم يلماز الخبير في قانون الهجرة وحقوق الإنسان، وعبد الرحمن جمال الكاشغري عضو اتحاد علماء تركستان الشرقية.