أكّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأربعاء أن عدم وجود خطوات دولية رادعة لإيقاف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والمجازر في غزة يعني نهاية الإنسانية وحلول قانون الغاب محل القانون الدولي.
جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال مشاركته الأربعاء في حفل توزيع جوائز المسابقة الدولية التاسعة لحفظ وقراءة القرآن الكريم بالمجمع الرئاسي التركي في العاصمة أنقرة.
وعلّق على حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين بقطاع غزة منذ أكثر من عام، قائلاً: “نعيش أياماً مخزية للإنسانية حيث يُقتل 50 ألف شخص بريء بوحشية ويُقصف مليونا شخص مسجونين في قطعة صغيرة من الأرض”.
وانتقد أردوغان تقاعس العالم الإسلامي عن إبداء ردة فعل قوية إزاء ما يحدث في غزة من مجازر إسرائيلية.
وقال: “يؤسفني القول إنه لا يصدر رد فعل قوي من الدول الإسلامية بشأن غزة باستثناء بعض البلدان وعلينا ألّا ننسى أن هذا التشتّت سيدوّن في التاريخ”.
وشدّد أردوغان على أن العالم الإسلامي يمر بصدمة أعمق من أي وقت مضى تكاد تكون بمثابة اختبار للوجود والعدم.
وأشار إلى أن جزءاً كبيراً من الجغرافيا الإسلامية وخاصة غزة وفلسطين التي احتلتها إسرائيل منذ عقود وترتكب فيها إبادة جماعية أمام أعين العالم أجمع منذ أكثر من عام، يعاني للأسف من عدم استقرار وصراع وحرب وفقر.
ولفت إلى أن كثيراً من المظلومين في العالم ممن يكافحون للبقاء على قيد الحياة يعلّقون آمالهم على تركيا وعلى أنقرة ألّا تخيّب ظنّهم.
وأشار إلى أن “الحكومة الإسرائيلية التي أعمتها أوهام الصهيونية تتحكّم بجميع الكيانات المنوطة بها حماية السلام وحقوق الإنسان وحرية الصحافة والديمقراطية وليس فقط مجلس الأمن الدولي”.
-اعلان-
واستطرد: “أدعو كل من تنبض قلوبهم من أجل فلسطين ولبنان وخاصة الشعب التركي إلى مد يد العون للمظلومين”.
وأضاف: “الكلمات لا تكفي لوصف حالة الجنون التي شهدناها منذ 7 أكتوبر 2023، والحقيقة الأخرى المؤلمة هي عجز المؤسّسات والمنظمات الدولية”.
وذكر أردوغان أن الأطفال في فلسطين يتعرّضون لإبادة جماعية منذ 13 شهراً، وأن القنّاصة الإسرائيليين يقتلون الصحفيين بالرصاص في بث حي مباشر.
وأردف: “هناك جرائم عديدة تجعل الإنسان يخجل من إنسانيته، ولا يوجد أي اعتراض من المؤسّسات الدولية التي لديها عشرات الآلاف من الموظّفين وميزانيات بمليارات الدولارات”.
وأكّد أن الإبادة الجماعية التي تقوم بها إسرائيل في غزة أسقطت كافة الأقنعة، وأن تجاهل الإدارة الإسرائيلية للقانون الدولي يُذكّر مرة أخرى بأن القيم التي يدّعي الغرب أنه يدافع عنها منذ عقود “فارغة تماماً”.
وشدّد أردوغان على أن “الغزيين المؤمنين بغزة قاوموا المحتلين ببطولة مثل أسود (غزوة) بدر وعشّاق الاستقلال الذين جعلوا عبور (مضيق) جناق قلعة عصياً (في إشارة إلى مقاومة القوات العثمانية لقوّات التحالف المعادية عام 1915)”.
وأكّد أردوغان أن “غزة وفلسطين تقاومان ببسالة ليس فقط من أجل كرامتهما، بل أيضاً من أجل جميع المسلمين والإنسانية جمعاء”.
وأردف: “إننا مدينون للأطفال الذين استشهدوا وبأيديهم سبحات وهم يحتضنون القرآن الكريم تحت أنقاض منازلهم المدمّرة في غزة”.
وتابع: “لدينا مسؤوليات تجاه إخواننا الذين استشهدوا حرقاً وهم أحياء بقنابل القتلة الصهاينة داخل الخيام لدى نزوحهم في غزة”.
-اعلان-
وأردف: “لدينا وعد لأبناء هذه الأمة وأبطالها الذين يجسّدون الكرامة من خلال تحديهم الظالمين وعدم خنوعهم للظلم”.
وذكر أن فصل الشتاء المُقبل سيكون أصعب من أي وقت مضى على من يتحمّلون وطأة الحرب خاصةً في غزة ولبنان.
وأشار إلى أن الحكومة الإسرائيلية ستعمل على ترك الناس يواجهون الجوع والعطش وانعدام الأدوية لكي تتغلّب على المقاومة بعد أن عجزت عن ذلك باستخدام القنابل والصواريخ.
وشدّد أردوغان على أن إسرائيل ستسعى لإخضاع أبناء فلسطين الشامخين من خلال منع عبور المساعدات الإنسانية.
وأضاف: “سوف تمارس إسرائيل كل أنواع الشرور طوال هذا الشتاء بحق مليوني شخص أجبرتهم على العيش في ظروف تضاهي تلك التي كانت سائدة في معسكرات الاعتقال النازية”.
وأكّد على ضرورة التحرّك لاتخاذ الإجراءات اللازمة حتى لا تنزلق البشرية أكثر نحو القاع.
وقال: “لا يمكننا أن نترك إخواننا وحدهم في وضع يائس أمام هذه اللصوصية”.
واستطرد: “أدعو كل من تنبض قلوبهم من أجل فلسطين ولبنان وخاصة شعبي المعطاء إلى مد يد العون للمظلومين”.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل بدعم أمريكي مطلق حرب “إبادة جماعية” على غزة، أسفرت عن أكثر من 144 ألف قتيل وجريح فلسطينيين معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.