أثريون أتراك يقتربون من تحديد موقع معركة ملاذكرد

0
397

يواصل فريق آثار تركي أعمال التنقيب والحفريّات لتحديد موقع معركة ملاذكرد التي دارت بين الإمبراطورية البيزنطية والأتراك السلاجقة عام 1071 ميلادية قرب بلدة ملاذكرد بولاية موش شرق تركيا وفتحت الباب أمام الأتراك للاستقرار بالأناضول.

-اعلان-



وخلال أعمال التنقيب استطاع فريق الآثاريين العثور على معدّات استخدمت في المعركة إضافة إلى مجموعة قبور لشخصيات شاركت في الحرب.

بدأت الحفريّات قرب بلدة ملاذكرد عام 2020 في إطار مشروع لـ “تحديد موقع معركة ملاذكرد وإجراء المسح التاريخي والأثري عليها”.

يجري المشروع بدعم من وزارة الثقافة والسياحة وتعاون مع المديرية العامة للتراث الثقافي والمتاحف ومتحف أخلاد وجامعة آلب أرسلان بولاية موش وجامعة صدقي قوجمان بولاية موغلا (جنوب غرب).

ومنذ بدء أعمال التنقيب في المنطقة عام 2020 عثر فريق التنقيب في سهل “كيزو دوزو” الذي يبعد نحو 12 كيلومتراً عن مركز بلدة ملاذكرد على 336 سهماً ورمحاً ومعدّات معدنيّة كانت تستخدم في الحروب خلال العصور الوسطى.

-اعلان-



ويُعتقد أن سهل “كيزو دوزو” شهد مواجهات الجيشين البيزنطي والسلجوقي في 26 أغسطس/ آب 1071.

وفي إطار المشروع الطموح يواصل 30 أكاديمياً من 10 جامعات العمل لتحديد المنطقة الفعليّة التي وقعت فيها معركة ملاذكرد.

تمكّن جيش سلطان الأتراك السلاجقة آلب أرسلان في تلك المعركة من تحقيق أحد أعظم الانتصارات في التاريخ ضد الإمبراطورية البيزنطية فاتحاً أبواب الأناضول أمام استقرار القبائل التركمانية.

وقال المحاضر في قسم التاريخ بجامعة صدقي قوجمان بولاية موغلا المستشار العلمي لفريق التنقيب البروفيسور عدنان جويك أن الفريق يجري دراسات متعدّدة التخصّصات لتحديد الموقع الذي شهد معركة ملاذكرد.

-اعلان-



وأوضح جويك أن فريق التنقيب أجرى في يونيو/ حزيران الماضي دراسات أولية في مقبرة إسلامية كبيرة جرى تصنيفها في الخرائط العسكرية التاريخية مقبرة شهداء بقرية أفشين التي تبعد نحو 7 كيلومترات جنوب شرق بلدة ملاذكرد.

وقال: “نستمر في العمل للوصول إلى معلومات تفصيليّة أكثر عن الخسائر البشرية التي وقعت في الحرب”.

وأضاف: “في حفريات مقابر أفشين استطعنا تحديد 5 قبور احتوت على عظام مهشّمة تظهر مقتل أصحابها خلال المعركة”.

وتابع: “يواصل علماء الأنثروبولوجيا في الفريق إجراء دراسات على تلك العظام”.

وزاد: “تُجرَى اختبارات الكربون على تلك العظام في جامعة هاجت تبة التركية ومختبرات معهد تطوير الصناعات الدفاعية في مؤسّسة البحث العلمي والتكنولوجي (توبيتاك)”.

-اعلان-



وقال البروفيسور جويك إن فريق الآثار يعمل على فهم طبيعة المكان الذي وقعت فيه المعركة التي فتحت الباب أمام تحوّل الأناضول إلى وطن تركي.

وأضاف: “نحاول أيضاً فهم الهوية التاريخية لبلدة ملاذكرد التي شهدت فصول هذه الحرب”.

وذكر أن فريق التنقيب والحفريات يتتبع آثار معدات حربية في منطقة سهل “كيزو دوزو” بين ملاذكرد وجبل سبحان.

وأكمل: “في المختبرات نفحص المعدّات الأثرية التي عثرنا عليها في المنطقة مثل رؤوس أسهم وحراب وخوذ عسكرية جرى استخدامها قبل 951 عاماً”.

وأوضح: “أكّدت لنا نتائج الاختبارات أن هذه المعركة الفاصلة قد دارت رحاها فعلا في هذه المنطقة”.

-اعلان-



وزاد: “عثرنا حتى الآن على 336 قطعة معدنية بينها 170 لرؤوس سهام وحراب وخوذ عسكرية”.

وأردف: “تعود هذه الأدوات إلى ما بين القرنين العاشر والثاني عشر الميلاديين وهي الفترة التي شهدت وقوع معركة ملاذكرد”.