يساهم أتراك الغاغاوز في أوكرانيا مع باقي فئات الشعب في صون وحدة أراضي وحرية بلادهم خلال العملية العسكرية التي تشنها روسيا منذ أواخر فبراير/شباط الماضي.
ويعد مكوّن الغاغاوز من نسيج الشعب الأوكراني ويعرف أيضاً بإسم أتراك “كوك أوغوز” نسبة إلى قبائل االأوغوز التركية التي ينتمي إليها معظم أتراك تركيا وأذربيجان وتركمانستان وإيران والعراق وسوريا.
-اعلان-
ويقدّر عدد الغاغاوز في أوكرانيا بـ 40 ألفاً فيما يعد إقليم غاغاوزيا ذاتي الحكم في مولدوفا أكبر تجمع لهم ويعتنقون الدين المسيحي الأرثوذكسي.
وقال رئيس جمعية اتحاد الغاغاوز “فاسيلي كلي أوغلو” ويعد من وجهاء أوكرانيا إن غالبية أتراك الغاغاوز يقيمون في منطقتي أوديسا وزاباروجيا والعاصمة كييف.
وأضاف: “يقيم في كييف حوالي ألفي غاغاوز ويقدر عددنا في عموم أوكرانيا 40 ألفاً” مبيناً أن جمعية اتحاد الغاغاوز بأوكرانيا تعمل على إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة مع أبناء جلدتهم في مولدوفا وباقي البلدان.
وأشار “كلي أوغلو” إلى أن جمعيتهم التي تأسست في 2007 نفذت مشاريع تستهدف خدمة الغاغاوز في أوكرانيا عبر دعم كبير من قبل تركيا.
ولفت إلى أنه مع اندلاع شرارة الحرب بين أوكرانيا وروسيا أواخر فبراير الماضي نقل أسرته إلى منطقة آمنة وتجنّد في صفوف “قوات الدفاع الإقليمية” التابعة للجيش الأوكراني.
وتابع: “انضمامي إلى صفوف قوات الدفاع الإقليمية كان مهماً بالنسبة لي فقد أردت أن أكون فرداً نافعاً لبلدي أوكرانيا وجيشها حتى وإن لم أنخرط في الاشتباكات”.
واعتبر كلي أوغلو أنه “ما كان لنا أن نقعد مع القاعدين ونكتفي بالمشاهدة في الوقت الذي تدافع أوكرانيا عن وحدة أراضيها وحريتها ولأننا جزء من الشعب الأوكراني لذا وجب علينا أن نكون يد واحدة للدفاع عن مستقبل بلادنا”.
وتساءل قائلاً: “ما نفع الحياة إن لم ندافع عن تاريخنا وثقافتنا وحريتنا ووحدة أراضي بلادنا؟ لذا نحن كلنا إيمان بأننا ماضون في الطريق القويم مناصرون للعدل”.
-اعلان-
وشدّد على أن الغاغاوز بدورهم يقاتلون من أجل بلادهم ضمن صفوف الجيش الأوكراني.
من جانبه قال “نكولاي” وهو من أتراك الغاغاوز ومجند في الجيش الأوكراني منذ 2014 فضّل عدم الكشف عن لقبه لدواع أمنية إنه انخرط في أول اشتباكات ضد الجيش الروسي على جبهة هوستميل.
وذكر أن هذه الجبهة شهدت أعنف وأشد المعارك بين الجيشين الروسي والأوكراني مبيناً أنه رغم كافة الصعوبات نجح مع رفاقه في الجيش الأوكراني ببسط السيطرة على المنطقة.
وأكّد على أنه يستعد في الوقت الراهن للانتقال إلى الجبهات الشرقية مضيفاً “بلادنا تتعرض للاعتداء وأبناء شعبنا يقتلون ويشردون أمامنا وهذا أكبر ظلم بحقهم، ولذلك أقاتل في صفوف الجيش ولا أخشى الموت”.
وأعرب عن ثقته الكبيرة في الانتصار في هذه الحرب مبرراً ذلك بقوله: “نحن نقاتل من أجل صون بلادنا ولذلك معنوياتنا مرتفعة جداً بالمقارنة مع جنود الجيش الروسي”.
واعتبر أن الجيش الروسي يفتقر إلى عنصر التكتيك رغم امتلاكه كمّاً كبيراً من الأسلحة ولا يعرف الوقائع على الأرض الأوكرانية.
من ناحيته قال الصحفي إيفان كابسامون وهو كذلك من أتراك الغاغاوز إنه يعمل في صحيفة “دن” الأوكرانية وتعني “اليوم” ويكتب في عمود التحليلات السياسية.
وأوضح أنه نقل أسرته إلى منطقة آمنة مع اندلاع الحرب قائلاً: “كان علي أن أنقذ أرواح عائلتي فلم أفكر ثانية في حياتي إطلاقاً وحينها تعرضت لأزمة نفسية فلم أستطع الأكل والشرب والنوم ولكنني نجحت في نهاية المطاف وسيطرت على نفسي”.
-اعلان-
وأفاد كابسامون بأنه فكّر في البداية بالالتحاق بالجيش الأوكراني إلا أنه عدل عن رأيه لاحقاً إيماناً منه بأن “أعظم سلاح للصحفي قلمه”.
وزاد: “عدت إلى مهنتي اعتقاداً مني بأنني سأكون نافعاً في الدفاع عن بلدي في هذا المجال وخاصة بالتزامن مع إطلاق روسيا حرباً إعلامية ضد بلدي”.